قائمة الموقع

"صح أو خطأ".. مبادرة زوجين مقدسيين لتصحيح المعلومات عن الأقصى

2016-11-21T15:52:33+02:00
تمكن الزوجان محمد ولطيفة من إعداد 4 حلقات متتالية
الرسالة نت- محمود فودة

تشير المقدسية لطفية عبد اللطيف بسبابتها في ساحة المسجد الأقصى صوب أحد أجزائه، وتوِرد معلومة لا يعرف مدى صحتها قبل أن يأتي زوجها الشاب محمد قزاز باليقين، في مبادرة لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن القدس والأقصى على وجه الخصوص.

وفي غضون أسابيع تمكن الزوجان محمد ولطيفة من إعداد 4 حلقات متتالية صححا خلالها مفاهيم خاطئة لدى آلاف العرب والمسلمين، بعد أن تعدى عدد المشاهدين النصف مليون، مما شجعهم للاستمرار في مبادرتهم التي حملت اسم "صح أو خطأ".

 ويقول الشاب محمد قزاز في اتصال هاتفي مع "الرسالة": "تشكلت الفكرة لدينا مع تزايد الاهتمام لدى المتابعين لنا على وسائل التواصل الاجتماعي بقضايا الأقصى، ولاحظنا قلة المعلومات المتوافرة لدى الجمهور الذي يتابعنا".

ولم تكن مبادرة "صح أو خطأ" أول ما جمع محمد بلطيفة، فمنْ زمن كانت أسوار الأقصى شاهدة على زواجهما في رحاب المسجد، عدا أنهما زميلا المهنة في مجال التصوير والمونتاج، ليصبحا اليوم زوجين ذوي عمل مشترك، لجمهور عريض.

أزعج الزوجين حجمُ الخرافات المنتشرة حول الأقصى، والتي يتداولها نشطاء ومهتمون بشؤون المقدسات، مما حدا بهما لتطوير حالة النشر التي يتخذها كلٌ على حدة منذ سنوات في تعريف العرب والمسلمين بالمعلومات الصحيحة عن الأقصى.

وفي إحدى اللقاءات التي تمت في المسجد الأقصى بعد أن أديا صلاة الجمعة، تقول لطيفة عبد اللطيف لـ"الرسالة" جاءت الفكرة لكليهما بأن يجمعهما عمل إعلامي يتعلق بالأقصى، إلى أن خرجا بهذا العمل المميز.

وباستخدام الهاتف المحمول المعلق بعصا السلفي وسماعة متواضعة، انطلق محمد وزوجته لطيفة ليعدلا مسار المعلومات، وفي مدة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة لكل حلقة، غمرا وسائل التواصل الاجتماعي بإنجازهما النوعي من وجهة نظر النشطاء والمهتمين.

ولم يكتفِ محمد ولطيفة بمعلوماتهما التي تحصلا عليها بحكم عِمارتهم للأقصى، بل اجتهدا في حضور دورات تعريفية حول الأقصى والقدس، وقراءة  كتب تاريخية ذات مصادر موثوقة، في سبيل إعداد حلقة دسمة معلوماتيا، وخفيفة في العرض.

ويضيف محمد: "نراجع أنا وزوجتي أهم التساؤلات التي يطرحها النشطاء، والمعلومات التي يحبون معرفتها، ومن ثم نقرأ عنها بالتفصيل ونتابع مع أصحاب الاختصاص، ومن ثم نخرج بالفيديو لعرضها".

ويرى الزوجان المقدسيان أن هذا العمل واجب عليهما، بحكم المكان والزمان اللذين يعيشان فيه، وهذا ما يدفعهما إلى التأكيد على تطوير العمل في الفترة المقبلة.

وفي العرض المشوق الذي يتبعونه في عرض المعلومات، إذ يتجولان بجوار بعضهما في باحات المسجد الأقصى التي تبلغ 144 دونم وفق حديث قزاز في إحدى حلقاته الأربع، بينما تذكر زوجته معلومة، ويتكفل بتأكيدها أو نفيها مع إحضار المعلومة الصحيحة.

وبهذه المبادرة المقدسية القيّمة، يحاول الزوجان المقدسيان، تصدير قضية القدس بصفتها الأولى في الأهمية في أولويات المسلمين جميعا، بعد أن تراجعت في السنوات الأخيرة، في ظل حالة التشرذم التي تسود الوطن العربي.

اخبار ذات صلة