قائمة الموقع

العيد في السجون ... غربة ووحشة وحنين للأهل

2009-09-21T07:11:00+03:00

غزة- الرسالة.نت

يمر العيد على ما يربو من أحد عشر ألف أسيرا على غير حال من يتنفسون الحرية خارج المعتقلات ، فبينما يستقبل المواطنون العيد بالبهجة والفرح والزيارات العائلية ، يستقبله الاسرى بالدموع والآلام وحسرة الفراق وجميع أشكال الحرمان حيث تجدد تلك المناسبات لهيب شوق الاسرى لمحبيهم وعائلتهم .

ويتمنى الاسرى في تلك اللحظات أن يكونوا بين أطفالهم وعائلاتهم يعيشون معهم بهجة العيد بعيدا عن قيد السجان وظلم الاحتلال ، وتدور بأذهانهم مجموعة من الاسئلة كيف تقضي أسرتي العيد ؟ هل تمكنوا من شراء كسوته ؟ ومتى سأكون بينهم ؟ .

وفي هذا السياق قال مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة أن الأسرى أنه في العيد يذرفون الدموع مرات ، مرة عند تكبيراته ، وأخرى عند سؤال الطفل عن أبيه ، وثالثة عند زيارات الرحم التي تفتقر للأسير وسط جمعة الأهل والمحبين ، مستذكرين القريب البعيد والغائب الذي لا يغيب ، وخامسة وسادسة وعاشرة وعشرين عند كل ذكر اسم له أو سؤال عنه .

وأضاف " الأسير في العيد يشعر بالوحشة والغربة والحنين ، وقصصهم غريبة فأحد الاسرى له ستين عيداً قضاها في خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أو تحقيق ، والثاني له ربع قرن أو يزيد لم يعيد على أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه ،  والثالث له عشرين عيداًً قضاها في غرفة أو زنزانة موحشة حقيرة بين الجدران والسجان ، والرابع له خمسة عشر عيداً كان آخرها رحمة أمه التي انتظرته وصبرت على زياراته وتمنت العيش ولو للحظة واحدة بصحبته ولكن خطفها الموت قبيل العيد قبل أعوام قلائل من قرب الإفراج عنه ، وآخر من أمضى عشرة أعياد لم يذق فيهن ولو لمرة واحدة كعك أمه وقهوتها ، ومنهم من له خمس أعياد لم يدخل خلالها بيت أخته وجدته متواصلاً معهم كما الآخرين في زيارة الأرحام ، ومنهم من له  العيد الأول وما أقساه من عيد حين يمر عليه شريط الذكريات القريب بكل جماله وحلاوته ومتاعه .

ويقول الأسير السابق حمدونة " في العيد يحاول الاسرى رسم السعادة والفرحة فيما بينهم بأقل الامكانيات ، ويستعلون على الجراح ويخفوا آلامهم  والدعاء " اللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وجهادنا ، اللهم فرج كربنا واجمع شملنا وردنا إلى أهلينا سالمين غانمين ".

ويشدد مركز الأسرى للدراسات من خلال اتصالات أجراها مع أهالي الأسرى أن لا طعم ولا مضمون للعيد في ظل غياب أبناءهم في السجون بلا زيارات ولا رسائل ، وبقلق مستمر على حياتهم ، فلم تكن أيام العيد في كل عام عند ذوى الأسرى سوى مزيداً من الحرقة للأمهات والآباء على فلذات أكبادهم وهم يعانون ظروفا هي الأشد .

واستقبل أهالي الأسرى العيد بالبكاء والدموع و امتلأت صدورهم حسرة وألما على فراق أبنائهم بعدما وزاد شوقهم وحنينهم لرؤيتهم .

وأكد مركز الأسرى أن كل أم تتمنى وجود أبنائها بقربها خاصة في العيد  ،  وأنها تنتظر وبفارغ الصبر احتضان أبنائها ووجودهم قربها .

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00