الرسالة نت- شيماء مرزوق
زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي والتي أكد أنها تأتي لرفع الحصار عن غزة وإنهاء الانقسام, حظيت باهتمام واسع من قبل القيادات والمواطنين الفلسطينيين في غزة ليس فقط كونها الأولي من نوعها, ولكن لأنها تأتي في وقت يحمل الغزيون على كاهلهم عبْ الحصار الثقيل والانقسام المرير, فهل تنجح هذه الزيارة في تخليص الغزيين من أعبائهم؟
الحكومة الفلسطينية من جهتها رحبت بزيارة موسى واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح تتطلب تنفيذ عملي للقرارات ودعم المقاومة .
*مبادرة شخصية
وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي د. هاني البسوس، أن زيارة موسي لغزة ايجابية بكل المقاييس وتعكس اهتمام كبير من الجامعة العربية بالقضية الفلسطينية والوضع القائم بغزة, بالرغم من أنها كان يجب أن تتم منذ سنوات، مستدركاً : ما دفعه للزيارة هو التطورات الأخيرة التي نتجت عن مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبتها "إسرائيل" والضجة الإعلامية الكبيرة التي حدثت على مستوي العالم العربي والدولي والتي أدت لوجود ضغوطات كبيرة ومطالبات واسعة برفع الحصار عن غزة.
في حين اعتبر المحلل السياسي د. ناجي شراب أن الزيارة تكتسب أهميتها من المكانة السياسية التي يمثلها الأمين العام للجامعة العربية باعتباره شخصية سياسية وإدارية ويمثل المنظمة العربية الإقليمية الوحيدة, موضحاً أنه لا يأتي بمبادرة شخصية لأن زيارته تحتاج إلي مبادرة وموافقة عربية .
وحول أهمية هذه الزيارة اعتبر البسوس أن موسي أتى ليعبر بصفته الشخصية عن عدم رضاه عن الوضع القائم بغزة وعن الحصار المفروض عليها, لافتاً إلي انه لا يمثل الموقف الرسمي العربي, ولا يحمل أي مبادرة عربية, كما أن زيارته لا تحظي بقبول وإجماع عربي وإنما هي مجرد مبادرة شخصية للتعبير عن موقف إنساني.
اعتراف ضمني
وشدد البسوس على أن زيارة موسي لن تؤدى إلي رفع الحصار نظراً لان الحصار مفروض من قبل "إسرائيل" وبتواطؤ بعض العرب, لكنها قد تسهم في حث بعض الدول العربية على المضي قدماً لرفع الحصار على المدى البعيد, مشيراً إلي أن الزيارة ستعطي دافع لبعض الساسة والقادة العرب لزيارة غزة.
وأكد المحلل على أن أهم نتيجة لهذه الزيارة هي لقاء موسي مع الحكومة والقيادة السياسية بغزة وهو ما يعتبر اعتراف بوجود حماس بالقطاع، بالإضافة إلى كونها تمثل اعتراف ضمني بوجود الحركة كلاعب أساسي في القضية الفلسطينية.
ولم يختلف كثيرا شراب عن زميله البسوس، فقلل من أهمية هذه الزيارة فيما يخص رفع الحصار, مؤكداً أن موسي لا يملك القرار, حيث أن الحصار يحتاج إلي قرار دولي وأميركي وعربي حتى يتم رفعه بالكامل عن غزة, إلا أن الهدف الرئيس من الزيارة هو محاولة التخفيف من حدة الحصار وليس المصالحة.
ولفت إلي أن موسي شخصية اعتبارية وتحظي بقبول من جميع الأطراف لذلك قد يساعد في جسر الهوة والخلال بين الطرفين من خلال اجتماعه بقيادة حماس بغزة, وقد ينقل مقترحات ووجهات نظر في هذه القضية.