غزة – الرسالة نت
أكد عبد الكريم برقط ممثل الوفد الجزائري الذي يزور قطاع غزة أن مسئولية وأمانة قضية الأسرى لا تقع على عاتق الشعب الفلسطيني وحدة ، إنما على كل الأمة العربية والإسلامية ، بل وعلى حكام العالم الغربي الذين يعتبرون أنفسهم رعاه مواثيق حقوق الإنسان الذي ينتهكها الاحتلال كل يوم دون حسيب أو رقيب .
وأضاف "برقط" خلال اللقاء الذي نظمته اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى في مقر وزارة الأسرى بين الوفد الجزائري وأهالي الأسرى للتعرف عن قرب على معاناة الأسرى " كنا نسمع قبل أن نأتي إلى غزة عبر الإعلام القليل عن معاناة أسرى فلسطين ، ولكن بعد ما سمعناه اليوم تأكدنا بان ما عرفناه سابقاً هو نقطة في بحر المعاناة التي يلاقيها الأسرى في سجون الاحتلال، وان ما تحدث به أهالي الأسرى عن الانتهاكات التي يتعرض لها أبنائهم ، تحتاج إلى جهد كبير من المخلصين لكي تصل إلى العالم ،ليحاكم هذا المحتل على جرائمه بحق الأسرى وذويهم .
واستغرب الوفد الجزائري أن يكون في هذا العالم من يمارس تلك الانتهاكات بحق أشخاص معتقلين محرومين من حريتهم ، وحتى انه يحرمهم من رؤية أطفالهم لسنوات طويلة وقد يكبر ذلك الطفل ويتزوج وهو لم يرى والده ولو لمرة واحدة ، معتبراً أن الاحتلال الاسرائيلى هو الوحيد الذي يتعامل مع المدنيين بوحشية .
وحيا "برقط" أهالي الأسرى والقائمين على اللجنة العليا للأسرى على صبرهم وجهادهم ، وتمنى الفرج القريب للأسرى ، معتبراً صبر الأسرى وذويهم يشكل مثل أعلى لكل العرب والمسلمين ،واعداً بنقل ما سمعه ورأه إلى العالم بكل الوسائل .
وبدوره وجه رئيس اللجنة العليا لنصره الأسرى ووزير الأسرى محمد فرج الغول رسالة إلى الوفد الجزائري بان يكونوا سفراء لنقل معاناة الأسرى إلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية في بلادهم ، والى وسائل الإعلام الجزائرية لكي تفضح الاحتلال وتكشف وجهه الحقيقي الزائف ، وان يساعدوا الشعب الفلسطيني في رفع قضايا ضد الاحتلال لارتكابه جرائم حرب بحق الأسرى،وخاصة فيما يتعلق بقتل الأسرى بسبب الإهمال الطبي المتعمد وحرمانهم من العلاج الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر الشديد ،وقد أدت هذه السياسة إلى استشهاد 52 اسيراً ،داخل السجون كان أخرهم قبل ثلاثة أيام الشهيد "محمد عبد السلام عابدين" من القدس في سجن الرملة ، كما قتل الاحتلال أكثر من 70 أسيراً تحت التعذيب القاسي الذي يمارسه بحق الأسرى في أقبية وزنازين التحقيق .
واستمع الوفد لعدد من أهالي الأسرى الذين استعرضوا بعض القصص الإنسانية المأساوية الذي يعيشونها ، حيث تحدثت طفلة الأسير علاء ابوجزر عن معاناتها بعد وفاة والدتها ، وجدها التي كان يرعاها ثم استشهد عمها الذي انتقلت إليه بعد وفاه جدها ، وقد أبكت الحاضرين بكلماتها المؤثرة .
كما تحدثت زوجه الأسير خليل أبو علبه المحكوم مدى الحياة عن معاناة طفلتها التي ولدت بعد اعتقال والدها بشهور وهى دائمة السؤال عنه ، كذلك تحدثت زوجة الأسير محمد حسان المعتقل منذ 22 عام ،واستشهد ابنه وهو في السجن .
وحمل أهالي الأسرى الوفد الزائر مسئولية نقل معانة أبنائهم إلى العالم ، حيث أن أهل غزة محاصرين ولا يستطيعون التنقل بحرية لشرح ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال .
وفى نهاية اللقاء طاف الوفد على معر ض الرسومات والصور والتحف وأشغال الأسرى الخاص بوزارة الأسرى ، حاثاً أهالي الأسرى على الصبر والثبات ، متأملين أن يمن الله على كافة الأسرى بالفرج القريب .