من المتوقع أن يشعل التقرير النهائي لمراقب الدولة يوسف شبيرا حول الحرب الأخيرة على غزة الخلاف في أروقة حكومة الاحتلال خاصة ضد بنيامين نتانياهو الذي سيحمله التقرير المسئولية الأكبر عن الفشل في الحرب.
وبحسب صحيفة هآرتس ينتقد شبيرا نتنياهو بشكل شخصي في ثلاث قضايا، هي غياب فحص البدائل السياسية قبل الانزلاق الى الحرب ضد حماس، وعدم إشراك الكابنت في أخطار تهديد الانفاق وعدم الرقابة على الجيش، الذي لم يعد خطط هجومية حقيقية لعلاج الانفاق.
وفي المجال السياسي يقول المراقب:" إن رفض البدائل وعدم طرحها في الكابنت منع مناقشتها، حيث ناقش الكابينت لأول مرة الاهداف الاستراتيجية في قطاع غزة فقط في 23 آذار 2014، أي قبل الحرب بثلاثة أشهر، وعندها ايضا تركز النقاش في مستوى القوة للنشاط العسكري المستقبلي ضد حماس، وليس في خطوات اخرى.
وتؤكد الصحيفة أنه عندما سينشر التقرير النهائي في نهاية الشهر سيتبين أنه يوجد فيه الكثير من المواد المتفجرة، وليس صدفة أن خصص نتنياهو جزءً كبيرا من جولة الارشاد المطولة للصحفيين في الصيف الاخير للخلافات مع مراقب الدولة يوسف شبيرا، ومحاولة ضعضعة مكانة مكتب المراقب.
وتقول الصحيفة "ليس نتنياهو وحده الذي يتعرض للانتقاد في هذا الامر, فهناك قائمة طويلة من المسؤولين في تلك الفترة – يعلون، بني غانتس رئيس الاركان في حينه، رئيس الشباك يورام كوهين، رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخافي، رئيس قسم التحقيق والبحث الجنرال ايتي بارون ومستشار الامن القومي (الذي هو رئيس الموساد الحالي) يوسي كوهين".
وتابعت: " في 16 كانون الاول 2013، في النقاش الذي عرضت فيه الخطط العملية قال غانتس إنه “يحتمل وجود أنفاق هجومية واقتحامات في خط الاحتكاك”، إن تهديد الانفاق، كما قال المراقب، لم يتم طرحه أكثر من ذلك اثناء النقاش".
وتضيف هآرتس "نتنياهو ذكر في الكابنت في 9 كانون الثاني 2014 “أكثر من عشرين نفقا”، لكن المراقب قال إنه لم تتم الاشارة الى أنها انفاق هجومية. وبعد شهرين، في 13 آذار من نفس السنة، تحدث يوسي كوهين عن امكانية “خروج كتيبة لحماس من تحت الكيبوتس″. وفي 1 آب، بعد بروز التهديد بشكل أكبر عرض يورام كوهين لأول مرة التفاصيل على الكابنت. وحسب المراقب، فانه لم يطلب أي وزير باستثناء بينيت، التوسع أكثر في النقاش، ولم يطلب أي أحد عرض خطط تنفيذية لعلاج التهديد.
وهذا الامر حدث عندما كان الجيش الاسرائيلي يستعد لإحباط عملية اختطاف عن طريق نفق في كرم أبو سالم. وخططت اسرائيل لرد شديد في غزة على عملية الاختطاف وقتل الفتيان في الضفة الغربية.
هذا الموضوع يتداخل مع الملاحظة الثالثة التي هي الاهم، التي يتعرض لها نتنياهو شخصيا بسبب مسؤوليته: عدم الرقابة على الجيش الذي لم يجد الرد على تهديد الانفاق في الوقت المناسب. ويشير المراقب الى أن النخبة السياسية والامنية عرفت في العام 2013 خطر التهديد، لذلك كان من المفروض أن تتأكد من أن للجيش خطة تنفيذية لعلاج الانفاق قبل الحرب. وفي الاسبوع الذي سبق الحرب في غزة، وحينما وضع الجيش خطة القصف الجوي للانفاق أمام الكابنت، لم يوضح يعلون والضباط للوزراء ماذا ستكون النتائج.
وتؤكد الصحيفة أن الجيش كان يعرف أن خطوة من الجو قد لا تكون ناجعة، وأن الحاق الضرر الجزئي سيزيد من صعوبة علاج الانفاق على الارض. الوزراء لم يعرفون ذلك. وحسب شبيرا فان اغلبيتهم لم يهتموا بشكل خاص.