رجح محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، أن تكون السيناريوهات الفلسطينية بعد رئيس السلطة محمود عباس "صعبة ومعقدة"، مستشهداً بما أسماه "نبوءة سيئة" لرئيس الاستخبارات العسكرية مفادها أن "سنة 2017 ستكون سنة غير مستقرة في السلطة الفلسطينية"، عقب ضعضعة مكانة عباس والحرب على وراثته.
وحسب تحليل برئيل ستكون هناك جهات كثيرة ستتسبب في ضعضعة قيادة الرئيس الفلسطيني؛ وحماس سترغب في الحصول على انجازات في المقابل، والنتيجة ستكون "واقع فيه تحدٍ كبير في الضفة الغربية لكل من السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال.
ويقول الكاتب "لقد تحول عباس إلى الذخر السياسي الأكثر أهمية بالنسبة لدولة إسرائيل، أمام إدارة براك اوباما. وفي هذه الاثناء، في ولاية دونالد ترامب الذي يبدو أنه رئيس لا يركض وراء المعارك السياسية والعسكرية وراء البحار، ربما يندثر عباس بالنسبة لإسرائيل".
وأضاف أن من سيستبدل أبو مازن يجب أن يعتبر أن السلطة ليست مكانا للفائدة والربح فقط، بل ايضا رافعة صلبة من اجل الصراع الدولي ضد إسرائيل. وقد يقرر قائد فلسطيني كهذا وضع حد للعداء بين السلطة وحماس، وتشكيل سلطة موحدة تخدم المصالح الفلسطينية بشكل أكثر نجاعة، وأن يطمح الى انشاء تحالف دولي مؤيد بمساعدة الاتحاد الاوروبي وروسيا وتركيا والدول العربية".
واعتبر الكاتب أن هذا هو السيناريو المتفائل نسبياً، لأنه حسب السيناريو الآخر فإن السلطة الفلسطينية ستتفكك إلى أجزاء والوزارات الحكومية ستكف عن العمل، وصراعات القوى ستخلق مليشيات خاصة، وتنسيق العمل العسكري مع اسرائيل سينهار في ظل غياب سلطة مسؤولة تراقب، والتمويل الذي تمنحه الآن الدول العربية والغرب سيتوقف، وسيتم جر اسرائيل الى ادارة حياة الفلسطينيين على حسابها، وحماس ستبدو مثل البالغ الوحيد المسؤول في المناطق، وفق تقديره.
ولفت إلى انه في السيناريوهان ستكون إسرائيل أمام تدخل دولي خانق، قد يحمل إمكانية فرض عقوبات أكثر كثيراً من ضغط الاتحاد الاوروبي الحالي.
وبين أنه في وجه هذه الاحتمالات وعلى خلفية المقاطعة المفروضة على عباس، يجب على إسرائيل ومن أجل مصلحتها، تمكين الفلسطينيين منذ الآن من اختيار قادتهم للجيل القادم، مبيناً أن الانتخابات حيوية للسلطة الفلسطينية، لفهم الخارطة الفلسطينية السياسية التي ستواجهها إسرائيل. وتابع "من المهم أيضا تعزيز مكانة السلطة كجسم تمثيلي للفلسطينيين من أجل منع انهيارها والسماح بنقل السلطة بشكل هادئ قدر الإمكان".