غزويون يتمنون استمرار انخفاضها ليتمكنوا من بناء منازلهم
الرسالة نت- ديانا طبيل
بدأت الحياة تدب في قطاع البناء من جديد بعد أن كانت في بيات شتوي دام لأكثر من ثلاث سنوات بسبب الحصار الصهيوني الظالم لقطاع غزة، وعادت البيوت تأخذ توسعها الرأسي مجدداً، لتحوي مشاريع المقبلين على الزواج، والباحثين عن شقق للاستقلال العائلى عن بيت العائلة، والأملين في التخلص من الإيجارات المرتفعة التي أرهقت ميزانيتهم ، ولتلملم أحلام أصحاب البيوت المدمرة بعد عامان من التشرد وضياع الاستقرار.
ويعود النشاط في حركة البناء نظراً للانخفاض الملحوظ في أسعار مواد البناء بعد موجة طويلة من جنون الأسعار أصابتها طيلة فترة الحصار، فأرهقت المواطنين وعطلت مصدر رزق الآلاف ممن امتهنوا العمل في البناء ، اليوم وبعد ثلاثة سنوات عادت خلاطات الاسمنت تصدح في شوارع القطاع وعاد 30% من عمال البناء والطوبار إلى ممارسة مهنتهم وان كانت بشكل متقطع فأمالهم وتوقعات الشارع تقولان القادم أفضل.
فرحة عارمة
المواطن عصام شقورة " 37 عاما " يقول لـ" الرسالة " : انه سعيد بانخفاض أسعار المواد الخام من اسمنت وحجارة ومواد تشطيب، ويضيف: اشتريت قبل أيام قرابة 30 طن اسمنت وهي كل ما يلزمني من مواد خام حتى أتمكن من بناء شقتي في البناية التي تمتلكها عائلتي ، رغم أن الأحاديث تدور على أن الأسعار ستنخفض في الشهور القادمة إلى اننى غير مطمئن وفضلت شراء الكمية بكاملها .
ويتابع : لم تكن امكانياتى المادية تسمح بالانفصال في بيت مستقل قبل الحصار لكن بعد سنة منه أصبحت قادرا على البناء والانفصال عن بيت العائلة خاصة وان عدد اطفالى أصبح أربعة أطفال وكنا جميعنا نعيش بغرفة واحدة، لكن الأمور الآن تعدلت إلى الأفضل ،وها أنا قد بدأت في تقطيع شقتي وخلال شهرين على الأكثر سيتمتع اطفالى بمنزل مستقل وغرف كثيرة يمارسون فيها ألعابهم وهواياتهم دون استياء من تسببهم في إزعاج لأحد.
وأعرب شقورة عن رضاه لانخفاض أسعار الدهان والبلاط، وبرر إقدامه على البناء رغم ارتفاع أسعار الأسمنت عن سعرها الطبيعي قبل فرض الحصار بالضعف إلى تشاؤمه من إمكانية رفع الحصار وعودة دخول الأسمنت الاسرائيلى ،وخشيته من حدوث أي طارئ أو إغلاق الأنفاق وعودة ارتفاع أسعار المواد الخام مرة أخرى.
تمنيات وأحلام
أما المواطن علاء أبو دية "31 عاما " فيقول : عندما بدأ الحصار توقفت عن العمل في شقتي الخاصة، فالأسعار ارتفعت بشكل جنوني ولم استطع حينها التشطيب واضطرت للسكن في بيوت الإيجار مدة عامان كاملان مقابل 250$ امريكى كنت ادفعهم مثلى مثل بقية ضحايا الحصار .
ويضيف علاء: قبل أيام قليلة ذهبت للاتفاق مع احد المقاولين للبدء في تشطيب شقتي حيث ينقصها البلاط وشبكة الكهرباء والأبواب والنوافذ ،وبالفعل في اليوم الثاني بدأ بالعمل واخبرني اننى سأتمكن من سكن شقتي مطلع الشهر القادم .
وأعرب عن سعادته الشديدة لوصوله إلى هذه المرحلة وانخفاض الأسعار إلى هذا المستوى حيث اشترى متر " الكراميكا" بخمسة وثلاثون شيكل فقط علماً انه كان يباع بقرابة ثمانون شيكل في مطلع الحصار، متمنيا أن تنخفض الأسعار أكثر في الشهور الماضية ليتمكن جميع المواطنين من بناء منازلهم .
في حين استغل أحمد عويضة "28 عاما "انخفاض أسعار الأسمنت وسارع إلى شراء ما يلزمه من مواد بناء لبناء طابق فوق منزل والده،وتعاقد على الفور مع أحد المقاولين للشروع في البناء، قبل حدوث أي طارئ قد يوقف مشروعه مجدداً .
ويضيف :كان من المفترض أن اتمم زواجي في صيف العام 2008 لكنى توقفت آنذاك بسبب عدم مقدرتي على مجارة الأسعار المرتفعة ورفضت مقترحات المحيطين بالسكن في بيت العائلة تحسباً للمشاكل، وحاولت البحث عن شقة بالإيجار إلا أن الغلاء والقلة التي طالتها جعلتني أتريث في إتمام الزواج ، مؤكدا أن انخفاض الأسعار الحالي دفعه إلى إسناد مهمة تشطيب شقته إلى احد المقاولين على أن يسلمه مفتاحها بحلول عيد الفطر المبارك.
أسعار مناسبة
من جهته يقول المواطن أبو محمد عبد العال احد تجار مواد البناء ومستلزماته: أن الأسعار شهدت انخفاض وصل إلى قرابة 40% حيث يباع طن الأسمنت الآن بـ700 شيكل فقط ،في حين كان بياع قبل اقل من شهرين بقيمة 1000شيكل، أما الصيف الماضي فكان يباع الطن الواحد بقرابة 2000 شيكل ،ويبلغ سعر طن الحديد من ثلاثة إلى أربعة آلاف شيكل بحسب الجودة.
ويعتبر عبد العال أن انخفاض الأسعار بهذا المستوى مناسب جداً في ظل الظروف الحالية التي تشهد غلاء كل شيء، مضيفاً : أنه لا يتوقع انخفاضها أكثر من ذلك ، فأوضاع القطاع تماما كالبورصة فما هو منخفض اليوم قد يكون مرتفع غداً، كما أن كثرة الطلب من شأنها رفع الأسعار ودفع بعض التجار إلى احتكار هذه المواد وان حدث هذا الأمر فإنها ستعود للارتفاع.
أما المواطن أبو عثمان دلول "طوبرجي": فيقول منذ ثلاثة سنوات لم يطرق احد بابي طالباً منى العمل داخل منزله إلا في حالات قليلة ونادرة، وكان العمل فيها لا يتعدى نصف يوم، ولكنى الأمور اليوم تغيرت، فأصبحت التقى عدة عروض للعمل، لانخفاض أسعار المواد الخام، ولشغف الكثيرين التخلص من ضيقهم المكاني، منوهاً إلى أن العديد من المقاولين بدأوا في تلقى عروض بناء كاملة لبيوت وشقق وبنايات وأبراج كاملة للأسباب السابقة الذكر.
عودة الحياة
ويضيف : أخيرا سيعود وضعي الاقتصادي إلى سابق عهده، وسأستطيع توفير احتياجات أبنائي دون عناء، معرباً عن أمله في أن تشهد الشهور المقبلة انخفاضاً في الأسعار كي يتمكن جميع العمل والطوبرجيه والقصيرة والدهانين من العودة إلى أعمالهم ،وممارسته مهنتهم مجددا وتعديل أوضاعهم الاقتصادية.
في حين يأكد مروان أحد عمال الأنفاق والذي يعمل بتوصيل واستخراج الأسمنت منها، أن الطلب على تجارة الاسمنت في ازدياد يومي، وكثير من التجار قاموا بتخزين كميات كبيرة من الأسمنت في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى ثبات أسعاره بعض الشيء.
ويضيف أن كثرة الطلب عليه جعلت بعض الأنفاق تعمل على مدار الأربعة والعشرين ساعة في سحب الأسمنت من الأنفاق وتوزيعه على المواطنين والتجار ، وهذا الطلب المتزايد دفع العديد من أصحاب الأنفاق إلى تغير نوع السلع التي يجلبونها خاصة مع انخفاض الأسعار ، معتقدا أن انخفاضها لن يستمر طويلا لأن تكلفة استيرادها عبر الأنفاق مكلفة ولا تسمح بهبوط الأسعار أكثر من ذلك بكثير.