قائمة الموقع

مؤشرات سياسية قد تُطلق المصالحة بين عباس وحماس

2016-12-05T16:50:54+02:00
محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية)
الرسالة نت-أحمد الكومي

حملت الأيام الأخيرة مؤشرات يمكن اعتبار أنها "تقارب" بين حركة حماس ورئيس سلطة فتح، محمود عباس، فرضته حاجة الأخير إلى قطع الطريق على النائب محمد دحلان.

ويمكن رصد هذه المؤشرات على النحو التالي:

- سماح حركة حماس لأعضاء المؤتمر السابع لفتح في غزة، بالمغادرة إلى رام الله، بخلاف منعهم من حضور المؤتمر السادس الذي انعقد في مدينة بيت لحم عام 2009.

- "الانقلاب" في الخطاب الإعلامي الذي ألقاء الرئيس عباس بالمؤتمر السابع، الذي لم يهاجم فيه حماس كما جرت العادة، كما لم يطالبها بالتراجع عن أحداث عام 2007، التي لم يصفها في خطابه بـ "الانقلاب" كما جرت العادة، إنما أشار إليها بقوله "اللي حصل حصل".

- مشاركة حماس في المؤتمر السابع، التي فاجأت بموافقتها الجميع، في خطوة اعتبرها مراقبون أنها تأكيد من الحركة على أنها تنسج علاقاتها مع تنظيمات وليس مع أفراد، وإعلان فتح أن هذه المشاركة مؤشر إيجابي ومهم، وخطوة نحو "تحريك المصالحة".

- كلمة حماس التي ألقاها النائب أحمد الحاج علي، التي أكدت فيها "جاهزيتها لكل مقتضيات الشراكة"، والتصفيق الذي لاقته من أعضاء المؤتمر الـ1400.

- منع حماس إقامة أي فعالية أو نشاط فتحاوي في غزة معارض للرئيس عباس.

- "النبرة التصالحية" في تصريحات قيادات من فتح وحماس في المدة الأخيرة، بأهمية الوحدة الوطنية، ووحدة فتح الداخلية.

هذه المؤشرات تُظهر أن الرئيس عباس هو المستفيد بالدرجة الأولى من ناحية إنجاح المؤتمر السابع، الذي من المؤكد أنه لن يكتفي به كشهادة وفاة لخصمه دحلان. فيما تنتظر منه حماس تقديم المقابل الذي قد يكون مصالحة تفرضها الضرورات، لكن هذه "الصفقة" ستصطدم بإشكالات سياسية، منها:

- مدى إمكانية قبول الرئيس عباس بالمطلب المرحلي لحماس، المتمثل في حل مشكلة "موظفي غزة المدنيين والعسكريين"، وإدراجهم ضمن الكادر الوظيفي للسلطة الفلسطينية، وهو المطلب الذي راوغ فيه طيلة عشر سنوات ماضية، وكان الصاعق الذي يفجر كل اتفاق مصالحة.

- مدى إمكانية نجاح مصالحة فلسطينية برعاية قطرية، في الوقت الذي تتولى فيه مصر هذا الملف، وتعتبره رافعة لدورها الإقليمي في المنطقة، ولديها في المقابل قطيعة سياسية مستمرة مع الدوحة.

- مدى أن تقبل مصر لحماس بالتقارب من عباس، في ظل التحوّل الإيجابي في العلاقة معها عقابا لأبو مازن على رفضه الاستجابة للرباعية العربية بإنهاء الأزمة مع دحلان، وبين أن تختار الحركة "المخاطرة" بذلك.

يُفهم من ذلك أن مسألة تحقق مصالحة بين حماس والرئيس عباس ليست بالأمر السهل في الوقت الراهن، إذا لم تكن هناك إجابات واضحة لهذه الإشكالات.

ويعتمد هذا الأمر على حماس بالدرجة الأولى، التي تبدو الآن في موقع المفاضلة بين أيادي خصمين سياسيين ممدودة لها، بين أن تنحاز لأحدهما أو تقف على مسافة واحدة منهما، وفق ما تقرره مصالحها.

 

اخبار ذات صلة