بمجهود شبابي متواضع، شق طلبة كلية الإعلام بجامعة الأقصى طريقهم نحو تنظيم يوم ثقافي يحمل اسم "يوم القرى والمدن الفلسطينية" ليرسخوا قرى ومدن فلسطين المحتلة في ذاكرة المجتمع الفلسطيني.
في مشهد ينقل الزائر إلى عبق فلسطين المحتلة، تتوسط ساحة الكتيبة أكثر من 20 قرية ومدينة فلسطينية بعد أن حصر منظمو الفعالية تراثها وشيئا من تقاليد عائلاتها داخل خيام نصبت بإحكام أطلق على كل خيمة اسما.
يتجول كبار عائلات ومخاتير القرى المحتلة بين الخيام فيحدثون الزائرين عن أرضهم التي احتلت وشردوا منها عنوةً، ويضع أحد كبار مدينة بئر السبع الحاج أبو محمد يده على كتف شاب أتى ليشاهد شيئا من عادات وتفاصيل المدينة، ويشرح له عن بيت الشعر البدوي الذي توسط الخيام، ويحدث باقي الحضور عن تقاليد أهلها وسكانها وأسماء عائلاتها المهجرين.
لم يدخر أبو محمود جهداً داخل خيمة قريته بئر السبع، فما إن يحضر زائر يحدثه عن كامل تفاصيلها، ويحثه على العمل من أجل تحريرها ليرى فيه مستقبلها.
تتحدث تمارا أبو السعيد الطالبة بكلية الإعلام بجامعة الأقصى، عن الجهد الذي بذلته برفقة زملائها لتنظيم اليوم الثقافي.
تقول أبو السعيد للرسالة " كلفنا ضمن المساق الدراسي تدريب 3 بتنظيم فعالية أو نشاط، فاخترنا انا وزملائي بان نوحد جهودنا لنقل جزء من صورة فلسطين المحتلة، ونجمع بذلك بين دراستنا وبين واجباتنا تجاه وطننا المحتل".
وتضيف الطالبة" نظمنا يوما ثقافيا يحمل اسم "يوم القرى والمدن الفلسطينية"، وخصصنا لكل قرية خيمة جمعنا بداخلها كل ما يتعلق بها من أسماء عائلاتها، وعاداتها وتقاليدها وأشهر أكلاتها، لنرسخ في ذهن الزائر هذه المدن ونحاول أن ننقل صورة بسيطة عنها".
وتمضي أبو السعيد بالقول " قمنا بدعوة المخاتير ووجهاء العائلات ليقصوا على الزائرين شيئاً من تاريخ مدنهم وقراهم، ويحثوا الطلاب للعمل على تحريرها والحفاظ على تراثها".
وشكرت الخريجة كل من ساعدها في تخطي الصعوبات التي واجهتهم في تنظيم الفعالية وخصصت شكرها لوزارة الثقافة وعدد من المؤسسات بعد أن وفرت لهم مقومات اليوم الثقافي.
وأثنى الدكتور نبيل الطهراوي رئيس قسم العلاقات العامة بجامعة الأقصى، على جهود الطلاب بتنظيم العرس الثقافي –حسب وصفه-مؤكداً على تخطيهم حاجز الصعوبات والعقبات ليجعلوا قرى مدن وفلسطين المحتلة حاضرة امام الزائرين.
وأشار الطهراوي إلى أهمية تنظيم مثل هذه الأنشطة لمساهمتها في تدعيم قدرات الطلاب ودمجهم بسوق العمل، ودعم القضية الفلسطينية وقضايا المجتمع المختلف.
وحضر الفعالية عدد لافت من الشخصيات الرفيعة ونواب المجلس التشريعي ورؤساء فصائل ونواب من المجلس التشريعي، واستقطبت عددا من الطلاب الجامعيين وطلاب المدارس.
وأشاد الدكتور أحمد يوسف مدير مؤسسة بيت الحكمة بدور الطلاب بتنظيم فعالية "يوم القرى والمدن الفلسطينية" مشدداً على أهمية هذه الأنشطة وتأثيرها في النفوس، "فإحياء مثل هذه الأنشطة يؤكد بشكل او بآخر أن هذا الوطن للفلسطينيين".
وأوضح يوسف أن المناسبات الوطنية غيبت لحسابات الفصائل، وتمنى ان تعود هذه المناسبات إلى سلم أولويات كل فلسطيني يغار على وطنه المحتل، وجعلها تتناسب مع رسالة أن لنا شهداء وأسرى من أجل الوطن.
وانتقد يوسف الأعداد القليلة التي تحضر الفعاليات والمناسبات الوطنية، ودعا جميع الفصائل على ان توجه حشودها لمثل هذه الأنشطة والفعاليات التي ترسخ في ذهن الفلسطينيين حب الوطن.