انتهى مؤتمر حركة فتح السابع بدون أي تغييرات حقيقية تذكر، والسؤال المطروح الآن، ما هي خيارات حركة حماس للمرحلة المقبلة، خصوصا في ظل الحديث عن مؤتمر فتحاوي يقيمه القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في مصر، والذي لم يعلن عنه حتى اللحظة رسمياً برغم بعض ما تناقلته وسائل الاعلام عن حتمية تنظيمه.
اختلفت الخيارات المطروحة والمتداولة على الساحة، فبينما وصف البعض خيارات حماس بأنها "ليست كبيرة"، رغم أن لديها هامش للمناورة في ظل استمرار الحصار واختيارها لحضور مؤتمر فتح، وهذا يعني عدم معارضتها لشرعية محمود عباس كزعيم لحركة فتح، الذي كان له اليد الأولى في حصار غزة والتضييق على المقاومة كل السنوات السابقة.
ولكن في ظل الخيارات الحالية، يبدو أن حماس محصورة بأربع خيارات رئيسية يتمثل أولها في إعطاء فرصة من جديد لعباس لتحقيق وعوده الدائمة بالمصالحة، ومن وجهة نظر البعض فإن حماس اختارت ذلك حينما شاركت في مؤتمر فتح السابع حسب رأي الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة الذي يرى أن عباس نجح في مناورته واغراء حماس بالمصالحة، وهو الذي جعل حماس تشارك في المؤتمر السابع.
ثم يطرح أبو شمالة سؤالا: "هل (إسرائيل) توافق على هذه الشراكة؟، وهل سيسمح عباس لحماس بالمشاركة، هل سيسمح لحماس بالعمل المقاوم؟!، ولكنه فخ ووقعت فيه حماس، فعباس ليس له خيار غير المفاوضات، وهذا يضيق الخيارات على حماس".
بينما يتجسد الخيار الثاني لحماس بقبولها المشاركة في مؤتمر مصري دحلاني والذي يتم الحديث عنه الآن، وهذا ما يؤيده أبو شمالة، حيث قال: "إن الشراكة على المعبر مع دحلان أفضل من السيطرة الكلية لعباس، ويرى أن دحلان هو مستقبل غزة القادم لأن قائمة الناجحين في حركة فتح في انتخابات المؤتمر السابع من غزة جاءت 5 من 80 يعني جاء تمثيل غزة بنسبة 4% فقط، وهذا يعني أن النسبة الباقية من قطاع غزة سيستثمرها محمد دحلان في مؤتمره".
وبينما يرى أبو شمالة أن هذا هو الخيار الأضمن لدى حماس، عارضه الكاتب مصطفى الصواف الذي رأى أن الحركة تتعامل مع تنظيم وليس أفراد، وتعاملها مع عباس كان تعاملا مع الشرعية وقبولا بالشرعية، فهو ما زال الرئيس، ودحلان مجرد فرد، واذا أعطت حماس الضوء الأخضر لخروج بعض الأفراد للمشاركة في اجتماع مصري هنا وهناك لا يعني أنه من الأفضل أن تدعم مشاركة دحلان في خيارات المرحلة المقبلة.
ويمكن القول إن الخيار الثالث يتمثل بالعمل على توثيق العلاقة بين جميع الأحزاب الفلسطينية ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي لأنها الشريك الأقرب لحماس، والعمل على عدم عقد مجلس وطني فلسطيني في الفترة القادمة لأن ذلك سيبقي القوة للقيادة الحالية المتمثلة بعباس كما قال أبو شمالة، ويتم ذلك بأن يكون هناك توافق وحشد شعبي تنظيمي مشترك بين كل التنظيمات لتحقيق هذا الرفض.
ويبقى خيار رابع وأخير طرحه الكاتب والقيادي في حركة حماس الدكتور غازي حمد الذي قال في مقال له أن مشكلة حماس أيضا تكمن في البطء الشديد في طرح مبادرات عملية للخروج من المآزق المتلاحقة التي تعصف بالحالة الفلسطينية، وانتظارها وترددها يفوت عليها الكثير من المصالح ويجعل مواقفها وسياستها غامضة غير مفهومة، بل ويترك للأآرين فرصة ملء الفراغ السياسي على غير رغبة منها".
وعقب حمد في مكالمة مع "الرسالة" على ما سبق بقوله: "كان يتوقع طرحاً من قبل الحركة أو مبادرة سياسية وطنية من أجل توحيد الجميع تحت مظلة وطنية تتبناها كل الفصائل الوطنية هدفها التوحد وإصلاح العلاقة بين الطرفين في حركة فتح، وهذا ما يمكننا اعتباره خيارها الرابع".
ولكن يبدو أن الخيارات تضيق في الفترة الحالية، وأن القرارات لا رجعة فيها إذا اتخذت، ويبقى خيار المقاومة الأول يظهر ما قاله الصواف، وهو وجوب العمل على تطمين وتصميد الشعب بين الفترة والأخرى، وهذا الصمود لا يتم إلا إذا تحقق شيء ملموس على أرض الواقع.