أقامت حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسام مساء الاثنين، حفل تأبين للشهيد القسامي الطيار التونسي المهندس محمد الزواري.
وتخلل الحفل الذي أُقيم بقاعة رشاد الشوا بمدينة غزة، فقرات فنية وإنشادية أدتها الجوقة العسكرية التابعة لكتائب القسام، وسط حضور شعبي وفصائلي فلسطيني كبير.
من جانبه قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي ، إن :"الشهيد الطيار محمد الزواري شرفنا كتونسيين، وشرّف مهنة هندسة الطيران"، لافتاُ إلى أنه أحد الشهداء الذين تمازجت دماؤه واختلطت بدماء الشعب الفلسطيني.
وأكد المرزوقي خلال كلمته عبر السكايب، افتخار واعتزاز الشعب التونسي بالمقاومة الفلسطينية التي تحارب من أجل قضية وطنية.
وقال الرئيس التونسي السابق:" نعتز ونفتخر بالشهيد الزواري، وبمن يحارب لقضية وطنية داخل الحدود الوطنية، ونشعر بالخزي والعار لمن يذهبون لدهس الأبرياء في الدول الغربية"، في إشارة لحادثة الدهس التي نفذها أحد التونسيين في ألمانيا قبل أيام.
وأشاد بالمسيرة التي تم تنظيمها قبل أيام في مدينة صفاقس للمشاركة في تأبين الزواري ، لافتاُ إلى أن حضور مئات الآلاف من التونسيين هي من أكبر التجمعات بعد الثورة التي أطاحت بالنظام السابق.
وأضاف:" افتخر أني شاركت في اسطول الحرية التي حاولت كسر الحصار عن قطاع غزة"، لافتاُ أن المسئول الأكبر عن هذا الحصار هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من جهته أكد جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كلمة للقوي والفصائل الفلسطينية، أن الشهيد الزواري أفنى عمره في خدمة الواجب القومي والعربي، وقدم امكاناته في خدمة قضية فلسطين وشعبها ومقاومتها.
وأشاد مزهر بشهداء تونس الذين انخرطوا في الثورة الفلسطينية منذ بداية تأسيها، دفاعاً عن قضيتها العادلة، متوجهاُ بالتحية لشعب تونس العظيم ولعائلة الشهيد التي قدمت فلذة كبدها من أجل فلسطين
و قال :" الزواري قدم حياته ثمنا لانتصار الفكرة القومية العربية، مقدماً خدماته وامكانياته لتعيش فلسطين في وجدانه حباً واصراراً منذ سنوات طويلة"، مشيراُ إلى أنه عمل بصمت ورحل بصمت دون أن ينتظر مكافأة لواجبه القومي والوطني.
وأضاف:" الشهيد الزواري ساهم في تعزيز وتطوير إمكانيات المقاومة، خصوصاً في مجال الطائرات بدون طيار والتي كانت من أهم الأسلحة النوعية التي صدمت الكيان خلال حرب 2014".
وقال:" سيظل الشهيد الزواري مفخرة لشعبنا الفلسطيني وأحد الأبطال الذين نقشوا اسمهم في صفحات التاريخ الفلسطيني، مؤكداُ أن جريمة اغتيال الزواري لن تمر مرور الكرام، وسيدفع العدو الثمن، وستزيدنا إصرارا ومقاومة
وأوضح مزهر أن دماء الشهداء تفرض علينا التوحد خلف الهدف الذي ارتقوا من أجله، مؤكداُ على موقفهم تجاه الوحدة تحت برنامج مقاوم لمواجهة كل التحديات التي تعصف بقضيتنا.
وطالب بضرورة مواجهة كل آفات التطبيع التي يحاول الكيان الصهيوني اختراق الأمة العربية من خلالها، مؤكداً البقاء على درب الشهداء حتي التحرير الكامل لفلسطين.
وفي كلمة مسجلة قال الدكتور يوسف القرضاوي، "إن الشهيد الزواري لم يكن يبحث عن فخر أو رياء، بل كان يعمل في صمت ولم يبحث عن الأضواء والشهرة".
وأكد أن قضية فلسطين هي قضية أمة الإسلام كلها، وعليهم جميعا واجب الجهاد وتحريرها متضامنين، وأنه واجب تحرير فلسطين واجب على كل مسلم.
وتابع:" نحن مع فلسطين، وأنا مؤمن بهذا الانتصار، وأن الله سيرينا النصر القريب، وثقوا يا أهل فلسطين بأن الله معكم ولن يتركم أعمالكم"، مشدداُ على ضرورة أن تقف الأمة صفاُ واحداُ من أجل تحريرها.
وفي ختام المهرجان منحت حركة (حماس) وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد الزواري "وسام القدس" تقديرا لإسهاماته في تطوير المقاومة الفلسطينية.
وتسلم الوسام رفقاء الشهيد بهندسة الطيران التابعة لكتائب القسام، وسط حضور شعبي وفصائلي ووجهاء ومخاتير.