قالت مصادر مطلعة إن تركيا وروسيا اتفقتا على خطة لوقف شامل لإطلاق النار في سوريا، حيث وضعت الفصائل المعارضة شروطا لقبولها، في وقت رفضت روسيا التعليق على الموضوع.
وقالت مصادر موثوقة لوكالة "الأناضول" التركية الرسمية إن تركيا وروسيا اتفقتا على مقترح لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار وإجلاء السكان من مدينة حلب ليشمل جميع مناطق الاشتباكات، مضيفة أن أنقرة وموسكو ستبذلان جهودا حثيثة ليدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بحلول منتصف الليل.
وتحدث المصادر عن مسودة اتفاق تستثني المناطق التي توجد فيها "منظمات إرهابية"، بحسب وصف أنقرة، وهي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني.
وعلى هامش حفل في أنقرة، نقلت رويترز عن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو قوله إن هناك اتفاقين جاهزين بشأن سوريا، أحدهما يتعلق بالحل السياسي والثاني بوقف إطلاق النار، وإنه بالإمكان تنفيذهما في أي وقت.
وأضاف أن بلاده لم تغير موقفها بشأن سوريا، وأن الحل الأمثل هو الحل السياسي، وأن أي عملية انتقال سلمي تضم رئيس النظام بشار الأسد ستكون "مستحيلة" لأن المعارضة السورية لن تقبله.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يمكنه أن يؤكد ما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية التركية عن الاتفاق الروسي التركي، مضيفا للصحفيين "ليست لدي معلومات كافية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اتصل هاتفيا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث أعرب عن دعمه لجهود روسيا وتركيا وإيران لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وترتيب محادثات للسلام في كزاخستان.
وحصلت الجزيرة على مسودة البنود التي طرحتها المعارضة المسلحة على الأتراك والروس في آخر اجتماع لها مع الطرفين بأنقرة قبل أيام، حيث تضمنت وقفا لإطلاق النار بكل سوريا باستثناء المقار العسكرية لتنظيم الدولة، وتضمنُ فيه تركيا التزام المعارضة في مناطق سيطرتها بوقف إطلاق النار بكل أشكاله، مقابل ضمان روسيا التزام النظام وحلفائه في مناطق سيطرتهم بوقف مماثل وبما يشمل القصف الجوي والمدفعي.
إضافة لذلك، تكفل الأطراف الضامنة عدم محاولة طرفي النزاع الاستيلاء على مناطق جديدة لم تكن عند دخول الاتفاق حيز التنفيذ خاضعة لسيطرتهم، ويقترح الطرفان الضامنان آلية مناسبة لمراقبة الاتفاق استنادا لمعايير أممية، ويُسمح بإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، ثم تُطلق مفاوضات للوصول إلى حل سياسي خلال شهر من بدء الاتفاق.
ومن إسطنبول قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري للجزيرة إن المعارضة لم تتسلم حتى الآن مسودة الاتفاق الروسي التركي، مؤكدا أنه لم يوافق أي فصيل مسلح حتى الآن على ما أشيع عن بنوده.
كما قال مسؤول بالمعارضة لوكالة رويترز إن من المتوقع أن تستمر الاجتماعات بين الحكومة التركية وقوى المعارضة هذا الأسبوع، وإن هناك خلافات عدة بين الطرفين، ومنها أن روسيا تريد استبعاد ريف دمشق من الاتفاق.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع الخميس بين ممثلين عن المعارضة المسلحة وعسكريين روس وأتراك تمهيدا لاجتماعات في العاصمة الكزاخية أستانا.
بدوره، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إن المعارضة مستعدة لهدنة ومفاوضات بشأن الانتقال السياسي على أن تعقد في جنيف برعاية أممية، مضيفا أن المعارضة غير معنية بأي صفقات خارجية تتم بمنأى عنها، وأنها لم تتلق دعوة لحضور مفاوضات أستانا.