حذر فضيلة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الإسلامية، الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب من تنفيذ خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.
وأكد حسين، في تصريح خاص لـ"الرسالة نت"، اليوم الخميس، أن هذه الخطوة في حال تنفيذها سيكون لها آثار سلبية وانعكاسات خطيرة على المنطقة بأكملها، وقد تتسبب في إشعالها وخلق حالة توتر كبيرة فيها.
وأضاف: "من أهم أخطار نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة ضرب الشرعية الدولية التي ترفض الاستيطان وتدينه وتعتبر مدينة القدس أرض محتلة من قبل الاحتلال (الإسرائيلي)، وهذه الخطوة ستكون تصعيدية ضد المجتمع الدولي بأكمله".
وأوضح مفتي القدس والديار الإسلامية، أن تنفيذ مثل هذا الأمر سيؤثر سلباً على الأمن والسلم في الدول العربية والإسلامية، مطالباً بتحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل للضغط على ترامب لوقف تلك الخطوة الخطيرة.
وحمل حسين ترامب المسؤولية الكاملة عن التداعيات السلبية المترتبة على تنفيذ خطوته بنقل السفارة الأمريكية، مؤكداً أن هذه الخطوة لها مضاعفات دينية وحضارية وسياسية، وانعكاسها بالكامل على منطقة الشرق الأوسط وباقي دول العالم "وهذا لا يخدم السلام".
وفي ذات السياق، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن السفير الأمريكي الجديد ديفيد فريدمان، معني بمزاولة مهامه من مدينة القدس، غير أن اتصالات جارية حاليا للخروج من مأزق نقل السفارة الأمريكية في ظل المناشدات الفلسطينية بعدم القيام بذلك وما قد يترتب على هذا الإجراء.
وأفضت هذه المشاورات إلى أن يكون مكان عمل السفير الأمريكي الجديد في مقر القنصلية الأمريكية الموجود في جوار حي "جبل المكبر" في القدس الشرقية المحتلة، بالقرب من فندق "ديبلومات" ولكن ليس في الفندق ذاته، حيث يتم إسكان "القادمين اليهود الجدد" عند وصولهم إلى أن يتم ترتيب مساكن لهم.
وفي حال تحقق ذلك، فإن السفارة الامريكية في تل ابيب ستبقى مكانها بينما يقيم السفير الأمريكي في جبل المكبر في القدس، حيث مقر القنصلية الامريكية، برفقة فريق عمل مختصر.
ويعد نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس من أبرز الوعود الانتخابية التي تعهد بها أكثر من رئيس أمريكي دون أن يطبقها على أرض الواقع لتفادي المحاذير المترتبة عليها، غير أن المخاوف قائمة في ظل الرئيس الأمريكي الجديد المعروف بتهوره وعدم اتزانه.