مل سكان قطاع غزة الصمت على تأزم وضع التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية، معبرين عن سخطهم وغضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات الساخطة، فضلاً عن خروج المئات في تظاهرات احتجاجية غاضبة أمام مقرات شركة الكهرباء في رسالة مفادها: "كفى، نريد حلاً".
ونظمت الفصائل تظاهرة أمام مقر شركة الكهرباء في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ظهر الثلاثاء الماضي، رفع المتظاهرون خلالها لافتات تطالب المسؤولين بإيجاد حلول سريعة للأزمة في ظل اشتداد موجة البرد.
بينما استمر المغردون من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي برفع مطالبهم لحل أزمة الكهرباء، وتوجه كثير منهم لانتقاد ضريبة الظلام "بلو" التي تفرضها السلطة الفلسطينية على شراء وقود شركة الكهرباء، بعد أن أكدت الفصائل إثر اجتماعها لبحث الأزمة، أن الضريبة من الأسباب الرئيسة في تفاقم الأزمة.
"الرسالة" رصدت جزءاً من معاناة المواطنين جراء استمرار أزمة الكهرباء المتجددة مع بدء بداية الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عقد من الزمن.
تقول السيدة أم رامي فايز والتي أجبرتها الظروف الصعبة إلى أن تقطن داخل بيت متهالك من الصفيح: "إن انقطاع الكهرباء في ظل الأجواء الباردة يشكل لعائلتي كابوساً قاسياً بسبب تسلل البرودة داخل المنزل وعدم القدرة على تشغيل المدفئة الكهربائية التي توفر مصدراً للحرارة يساعد في تحمل الأجواء الباردة".
وتضيف الأم لستة أبناء "يجبرنا انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على إشعال النار أمام باب المنزل لتساعدنا في التدفئة، إلا أنها تسببت في مرض أطفالي ورغم ذلك لم نستطع الاستغناء عن إشعالها لعدم إمكانية تشغيل المدفئة الكهربائية".
وتمضي الأربعينية بالقول بعد أن تحسبنت على من يتسبب في أزمة الكهرباء ويساعد الاحتلال في حصاره على قطاع غزة "أتمنى من كل الدول العربية والمانحة أن تساعدنا في تخطي هذه الأزمة ليستطيع على الأقل أن ينام صغاري في البيت بأجواء لا تعييهم".
وتعبر الطالبة روان العبد عن سخطها بعد تزامن أزمة الكهرباء مع امتحانات نصف الفصل الدراسي ما أجبرها على الدراسة تحت ضوء الليدات الخافتة ما سبب لها إرهاقاً آخر مع إرهاق الدراسة.
وتوضح "للرسالة" أنها تعيش في منزل ذو دخل محدود، حيث لا يستطيع رب أسرتها أن يوفر لها بديلاً عن إنارة الكهرباء إلا ضوء الليدات غير المريح لبصرها، ورغم ذلك استطاعت أن تجتاز فترة الامتحانات النهائية بعد أن بذلت مجهوداً مضاعفاً من الدراسة والصبر على الإنارة الضعيفة.
وتتمنى الطالبة العبد التي تطمح لدراسة الطب البشري أن تحل أزمة الكهرباء قبل العام القادم، حيث ستخوض فيه امتحانات الثانوية العامة، وتعتزم أن تكون من أوائل المتفوقين في القطاع.
جدير بالذكر، أن رئيس الوزراء رامي الحمدلله أعفى رئيس سلطة الطاقة في رام الله عمر كتانة من منصبه.
بدوره، اتهم فتحي الشيخ خليل نائب رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة، السلطة وحكومة الحمد الله بعرقلة تنفيذ مشروع خط "161" لمد قطاع غزة بالكهرباء، و"الذي يكفل بإنهاء جزء كبير من الأزمة"، متهماً رئيس سلطة الطاقة عمر كتانه بعرقلته".
وقال الشيخ خليل خلال مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء الماضي: "حكومة الحمد لله لم تستجب لشروط الفصائل التي طرحتها منذ بداية العام الماضي، أبرزها إعفاء غزة من ضريبة (البلو) طوال العام، وتزويد شركة الكهرباء في القطاع بـ 40 ألف عداد مسبق الدفع".
وأكد الشيخ خليل أن سبب أزمة الكهرباء الحالية في غزة، تعطل الخطوط المصرية منذ يوم الثلاثاء الماضي، مما سبب عجزًا كبيرًا في توزيع كمية الكهرباء على محافظات القطاع. وأشار إلى أن زيادة احتياجات غزة للكهرباء في فصل الشتاء أيضًا أحد أسباب تفاقم أزمة الكهرباء، لافتا إلى أن القطاع يحتاج إلى أكثر من 470 ميغاواط، كاشفاً أن وفداً تركياً سيصل غزة خلال شهرين القادمين للبدء بخطة تحسين الكهرباء.
ويستمد قطاع غزة الكهرباء من ثلاثة مصادر، الاحتلال، ومصر، إضافة إلى محطة التوليد في غزة، التي توفر ما قيمه 217 ميغاوات في حال عملت بنصف طاقتها، وهي أقصى طاقة متاحة لديها، ويرتفع العجز في فصلي الشتاء والصيف لـمئة ميجا وات تقريباً.