الخداع أو المخادعة هو إظهار غير ما في النفس، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم «يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون». وأثناء الحرب يعتبر الخداع سلاحًا فعالًا إذا هيّئت له الظروف المناسبة واستخدم بشكل صحيح. وقد أوضح الرسول _صلى الله عليه وسلم_ هذه الأهمية فقال: «الحرب خدعة».
صور من الخداع فى بعض الحروب
1.إخفاء أغراض تحشد القوات مع جعل العدو يشعر بالأمان الزائف:
-حشد الرسول _صلى الله عليه وسلم_ عشرة آلاف مقاتل، عند فتح مكة المكرمة، ووصل بهم بالقرب منها على نحو لم يتفطن معه الكفار لشيء من هذه الحشود، حتى فوجئوا بها وهي تدخل عبر أربعة محاور.
-فى حرب سنة 1967 حشدت إسرائيل 16 لواء على الجبهتين الأردنية والسورية، ولم تحشد شيئًا من ذلك على الجبهة المصرية، وقبل يوم 5 يونيو نقلت 13 لواء خلال 36 ساعة للجبهة المصرية وبذلك تمكنت من احتلال سيناء حتى مشارف القناة، وقد احتلت الضفة الغربية وهضبة الجولان ببقية الألوية.
2.المحافظة على النوايا مع تحويل نوايا العدو بالاتجاه المعاكس: فى حرب 67 كانت التصريحات الصادرة من القيادات الإسرائيلية، تفيد بعدم وجود أي نية لديها في خوض الحرب أو في شن أي هجوم، وهو ما جعل القيادات العربية لم تقم بأخذ زمام المبادرة لعمل أي هجوم، وفى يوم 5 يونيو هجمت القوات الجوية الإسرائيلية على مصر، فيما تقدمت القوات البرية الإسرائيلية باتجاه سيناء والأردن ومرتفعات الجولان السورية.
3.عمل مضلل يقود إلى المباغتة: فى حرب أكتوبر1973 قامت قيادة القوات المصرية بكثير من الأعمال التضليلية قبل عبور القناة وبعده، ومن ذلك:
-بناء سواتر ترابية مشابهة لخط بارليف على امتداد الضفة الغربية من القناة، ولم تهتم إسرائيل بذلك، بينما استطاع المصريون منها مراقبة التحركات الإسرائيلية ونقاط نيرانهم كما استخدمت هذه السواتر لتغطية تحركات القوات والمعدات وتخللت هذه السواتر فتحات منخفضة استخدمت كنقاط للعبور ولغرض إطلاق النيران.
- إجراء تحركات عسكرية كبيرة على الضفة الغربية للقناة، إلا أن إسرائيل افترضت أنها مجرد مناورات تدريبية عادية، وبهذا تمكّن المصريون من تحريك من 70 إلى 80 ألفًا من قواتهم بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الدبابات والمعدات إلى ضفة القناة.
- بعد دراسات مستفيضة للتواريخ والتوقيتات تم اختيار شهر أكتوبر، واختيار يوم السبت لأنه يوم مقدس عند اليهود، فيه ينامون في بيوتهم أو يكونون في المعابد، ويقال إن هذا اليوم سرع في استدعاء الاحتياط الإسرائيلى.
- عندما هجمت القوات الجوية الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي، ذهبت فى خط سيرها بين الأجواء السعودية والأردنية، ولم تهجم عبر الأجواء الفلسطينية الأردنية العراقية وهى أقرب مسافة وكان ذلك للتضليل.
- كانت أعمال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ تدل على أنه سيغزو ولكنه لم يفصح عن المكان، وأعلن بأنه ينوى مكانًا آخر حتى يفاجئ من ينوي، فقد فاجأ (خيبر) فى الصباح فكانوا يصيحون علي، والخميس(علي كان قائد الجيش، والخميس هو الجيش)
- كانت جميع الاستعدادات فى الجانب المصري تهدف إلى القيام بالهجوم للعبور إلا أن العدو تأقلم بأن كل ذلك ليس إلا للتدريب فقط حتى ففوجئوا بالعبور يوم 1973/6/10.
- قامت القيادة الروسية فى ستينيات القرن الماضي بعدة أعمال تهدف من ورائها إلى أن شيئًا ما ستقوم به اتجاه تشيكوسلوفاكيا، وفجأة تم إنزال القوات الروسية فى مطارها، مما أذهل القيادة التشيكوسلوفاكية والعالم.
مجلة المسلح (بتصرف)