تبرز على السطح مؤخرا رغبة روسية في البحث عن "موطئ قدم" للعب دور في القضية الفلسطينية، في ظل تراجع الدور الأمريكي على مدار السنوات الماضية ومزاحمة أطراف دولية أخرى كفرنسا.
وعلى صعيد أبرز ثلاثة ملفات هامة في القضية الفلسطينية تحاول موسكو استعادة دورها في منطقة الشرق الأوسط، حيث بدت جهودها واضحة خلال الأشهر الأخيرة لتحريك عملية السلام بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) أو على صعيد جنود الاحتلال المفقودين بغزة، وليس أخيرا برعاية ملف المصالحة الفلسطينية.
وأعلن السفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل، توجيه الأخيرة دعوة للفصائل الفلسطينية لإجراء حوار وطني شامل يضع على رأس أولوياته المصالحة الوطنية، على مدار 15 و16 و17 من يناير/ كانون الثاني الجاري.
وسيلتقي الوفد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؛ للتباحث في عدة أمور حول القضية الفلسطينية والمصالحة الوطنية، بمشاركة الفصائل الفلسطينية، على رأسها حركتا حماس وفتح.
الجدير ذكره أن مدير المعهد فيتالي نعومكين، كان قد قال في تصريحات صحافية سابقة: "سنجري على أرضية معهد الدراسات الشرقية، لقاء بين الفصائل الفلسطينية في موسكو، في 15-17 كانون الثاني/يناير، وهذا سيكون اجتماعا غير رسمي، ولكن سيأتي إلى هنا 8 من قادة الفصائل والمنظمات الفلسطينية، التي ستناقش مسائل التغلب على الانقسام (الداخلي الفلسطيني).
وكان المعهد قد استضاف في العام 2011، لقاءً مماثلاً بهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وبغض النظر عن الجهة التي تقف خلف هذا اللقاء لكن الأهم هو أن الدعوة جاءت بإيعاز من الدولة الروسية والتي ستراقب مخرجات اللقاء وتجري تقييما للنتائج لقياس إمكانية احتضان هكذا حوارات وصولا لنجاحها، وفق ما يرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن.
ويؤكد محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن موسكو تحاول الاقتراب من المنطقة والاحتكاك بشكل مباشر بقضاياها كون القضية الفلسطينية عنوان الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن مكانة روسيا تفرض عليها أن تستعيد عافيتها السياسية في العالم من خلال الاحتكاك ببؤر التوتر والقضايا الدولية المشتركة.
ولفت إلى أن روسيا تدرك أن جهودها في هذا الملف التي فشلت فيه الإدارة الأمريكية من قبلها لن يدفع عجلة الوضع الفلسطيني للأمام، لكنها تحاول لعب هذا الدور بغض النظر عن نتائجه.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب مع سابقه، مشددا على أن روسيا تبحث عن دور بالغ الأهمية لاستعادة مجالها السياسي في المنطقة؛ بعد تدخلها على المستوى الأمني والعسكري في الساحة السورية.
وأكد حبيب في حديثه لـ"الرسالة" أن فشل الإدارة الأمريكية واستمرار المساعي الدولية التي تقودها فرنسا دفع روسيا إلى مزاحمة تلك الدول في وضع بصماتها بالملف الفلسطيني.
وأضاف " الجانب الفلسطيني والروسي يدركان أن مخرجات الاجتماع لن تؤدي إلى إنهاء حالة الانقسام لكن هذا الأمر سيعيد لروسيا دورها في المنطقة".