على مكان هو الأعلى من بين مناطق شمال القطاع تتربع "تلة الزعتر" على مساحة امتدت على1233 دونم. يستهويك الوقوف بقمتها المطلة على مساكن المواطنين شرقي شمال المدينة.
على سفح التلة المكسوة بالرمال يتجمع شيوخ المنطقة يوميا للحديث عن ذكريات الماضي ومرارة الحاضر.
التلة التي اتخذت اسمها من مخيم الفلسطينيين في لبنان تضامنا بعد المجزرة التي تعرض لها سكانه في العام 1976م، بدأ الوجود السكاني فيها مع تاريخ تلك المجزرة.
على قمة التلة وفي خيمة منصوبة بجوار أحد المنازل التقت "الرسالة" المختار زكي عوكل بصحبة الكانون والقهوة في تفاصيل اعادتنا لزمن قديم يمتد لأكثر من سبعين عاما هي عمر الحاج زكي.
يقول المختار إن التلة كانت عبارة عن كروم عنب ممتدة على مدى النظر وكانت تسمى قديما مشروع مرتجى نسبة لصاحب الأراضي قبل تقسيمها وبيعها.
وبحسب زكي فإن شباب الانتفاضة أطلقوا اسم تل الزعتر على المنطقة احياء لذكرى المجزرة التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.
ويشار إلى أن مذبحة تل الزعتر حصلت في 12 أغسطس عام 1976 خلال الحرب الأهلية اللبنانية في مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين الذي كان يسكنه قرابة 55 ألف لاجيء من الفلسطينيين والواقع شمال شرق العاصمة اللبنانية بيروت استشهد على إثرها 3 آلاف فلسطيني.
في أحد شوارع القرية استوقفت "الرسالة" السبعيني علي ظاهر للاستزادة منه عن تفاصيل المكان المصنف من بين أعلى أماكن قطاع غزة حيث يرتفع لمسافة 75 كيلو مترا عن سطح البحر، يقول: كانت التلة مغلقة لا طريق فيها ولا مواصلات تؤدي لأعلى وكانت أشبه بغابة من كروم العنب وشجر الحمضيات.
خضعت المنطقة للتقسيم في العهد المصري بحسب ظاهر، مشيرا إلى أن أوائل العائلات التي سكنتها هي الشعراوي، وصالحة، وفلفل، وحماد.
وبالبحث عن تاريخ المنطقة وجدت "الرسالة" إن أول مجلس قري تأسس لمدينة جباليا كان في العام 1952، ومع قدوم السلطة تحول المجلس إلى بلدية في العام 1996م.
وتشير بلدية جباليا إلى أن عدد سكان المنطقة يقدر بـ17 ألف نسمة، فيما تعد التلة توسعا عمرانيا لمعسكر جباليا وهي مطورة من قبل البلدية بنسبة 60%.
وتضم التلة مناطق العلمي وشعشاعة وتل الزعتر وشارع السكة حيث تحدها شمالا مدينة بيت لاهيا، فيما يقع جنوبها وغربها معسكر جباليا.
التلة التي تحوي العديد من الشوارع الطينية غير المرصوفة تحتاج إلى ميزانية تقدر بـ5 ملايين دولار لاستصلاحها وتطوير بنيتها التحتية.
