بات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترنح على شفى الانهيار السياسي في ظل تهم الفساد والرشاوى التي تلاحقه في الآونة الأخيرة، مضافاً لذلك، جهود خصومه السياسيين الذين يتربصون به لإزاحته عن سدة الحكم والمشهد السياسي الإسرائيلي.
ووفق مصادر إعلامية عبرية ودولية، فإن ما وصفته بــ "فضيحة الفساد الأخيرة" التي طالت نتنياهو "ربما تكون الضربة الأخيرة التي ستطيح به من السلطة". وذكرت صحيفة الأندبندنت البريطانية في تقرير تحت عنوان "نتنياهو انتهى"، أن عائلة نتنياهو أصبحت مثار جدل واسع في (إسرائيل) حول طريقة معيشتهم ومن يمولهم، وكذلك معاملتهم لموظفيهم، في إشارة لتهمة المعاملة غير اللائقة مع الموظفين التي وجهت لسارة زوجة نتنياهو في أكثر من مرة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تحوم الشبهات حول نتنياهو، فكثيرا ما وجهت نحوه تهم اشتباه ولزوجته سارة ولكنه على الدوام كان يقلل من خطورة هذه التهم على مستقبله السياسي الذي بات اليوم مهدداً.
وثمة أسئلة تثيرها قضايا الفساد الجديدة المتورط بها نتنياهو، فهل سيكون السياسي السجين الجديد في (إسرائيل)؟!، وهل سينتهي عمله السياسي إلى الأبد بعد اتهامه بتلقي رشاوي من رجال أعمال قدموا له هدايا ولزوجته بقيمة نصف مليون شيكل؟!، هذا ما تجيب عنه السطور التالية في هذا التقرير.
سقوط حقيقي
المختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة ينقل عن وزير كبير في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي قوله: "إن نتنياهو أنهى حياته السياسية"، وتابع "لدى الشرطة إمكانية تقديم لائحة اتهام ضده، وهذا سقوط حقيقي"، موضحاً أن الحديث عن فساد نتنياهو تكرر خلال السنوات الفائتة، و"ليست المرة الأولى التي يتهم بانحراف أو فساد أو استخدام عبارات عنصرية"، واصفاً إياه بأنه "أكثر الشخصيات الإسرائيلية فضائح وقضايا".
وإثباتا لذلك، يؤكد جعارة أن نتنياهو استبدل طاقم الدفاع عنه في الفترة الأخيرة، وهذا يعني أن الإدانات قوية، وتحتاج إلى دفاع أكبر، ومضى يقول: "حسب القانون الإسرائيلي فإن التهم التي يمكن أن تسقط رئيساً أو سياسياً يجب أن تكون تهما جنسية أو جنائية أو مالية، وإذا ثبتت قضية الهدايا فهو مدان، حتى إن نتنياهو حاول الدفاع حينما عقدت سارة زوجته مؤتمرا صحافيا لتنفي معرفة نتنياهو بأمر الهدايا، مدعية أن الهدايا قدمت لها دون علم زوجها!، وهذه محاولة أخرى لإنقاذه".
وفي ختام حديثه، يقول جعارة: "هذا يعني أن هناك قضايا وأدلة بيد الشرطة تدين نتنياهو بقوة، وبالنسبة لوضعه السياسي فأنا اعتبر أنه وصل إلى النهاية بالرغم من انه حاول تحصين نفسه كرئيس لحزب الليكود، فلا يوجد الآن في حزب الليكود عناصر قوية تحل محل نتنياهو لأنه حاول شطبهم وإبعادهم ولا قوة لأحد غيره، ولكن القانون الإسرائيلي سيقول كلمته وإذا أدين نتنياهو فإنه حتماً مجبر على تقديم استقالته من الحزب، وهكذا فإن نتنياهو قد انتهى".
على المحك
بدوره، يقول المختص بالشأن الإسرائيلي سامر عنبتاوي: "من المبكر الحديث عن سقوط نتنياهو، ولكن كل هذه القضايا المتكدسة منذ وقت طويل إذا ما ثبتت ووجهت له لائحة اتهام فإنها ستساهم في إسقاطه بالفعل هذا بالإضافة إلى خصومه العديدين الذين يسعون إلى إسقاطه وتقويض وجوده في الحكم"، مستدركاً بالقول: "لكن ليس بهذه السهولة التي نتوقعها، فهي ستؤثر على وضعه السياسي"، وفق تقديره.
نتنياهو المتورط في قضايا رشاوي قد تصل حد الإدانة في الفترة القادمة، فضلاً عن تراشق الاتهامات، مما يجعل مستقبله على المحك، وفق عنبتاوي، مضيفاً أنه "حسب القانون الإسرائيلي الآن، وفي ظل هذا الوضع وما وصل إليه الحديث، فإن القانون لا يستطيع إسقاط نتنياهو ولكن القضايا إذا تراكمت يمكن أن تصل إلى أحقية الملاحقة القانونية، ولكنه إذا أدين فستتأثر قدرته على الأقل إذا لم يتأثر منصبه لأن أصوات من سيريدون اقتلاعه وإسقاطه ستعلو حتماً".