ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الاحتلال الإسرائيلي هدم بيوت قرية أم الحيران في النقب المحتل، فهو يخطط لذلك منذ عام 2003 !
ويسعى الاحتلال إلى إزالة أم الحيران وإقامة قرية يهودية على أنقاضها.
وكان سكان القرية تلقوا في عام 2004 أوامر هدم لبيوتهم. وبعد نضال قضائي امتد لعام كامل، ردت المحكمة الإسرائيلية العليا التماسا قدمه السكان ضد الهدم.
وأوصت المحكمة بهدم القرية، ونقل السكان إلى بلدة "حورة" المجاورة، ضد إرادتهم.
واستيقظ الأهالي فجر اليوم على فاجعة استشهاد المواطن موسى أبو القيعان (44عاما)، خلال اقتحام الاحتلال القرية، وشروعه بهدمها.
ويقطن القرية قرابة ألف نسمة، جميعهم من أبناء عشيرة "أبو القيعان"، التي تعيش فيها منذ العام 1956.
وسميت القرية "أم حيران"؛ نسبة لوادي حيران الذي يمر عبرها، وجبل حيران، الذي يجاورها. ويوجد بها مغارات كان قد أنشأها السكان؛ للسكن، والتخزين.
وفي عام 2000، وبعد نضال امتد لـ3 سنوات، فتحت نقطة مياه للسكان على بعد 8 كيلومترات من القرية، وكان على السكان مد شبكة مياه على حسابهم الخاص.
إلا أنه في عام 2010 تم قطع المياه بشكل نهائي عن القرية، بعد أن خفضت حصة المياه في عامي 2008-2009.
ويجلب السكان المياه اليوم من بلدة "حورة" التي تبعد 8 كيلومترات بواسطة صهاريج؛ حيث تبلغ تكلفة كوب المياه 65 شيكلا !
وكانت المحكمة العليا قد رفضت مؤخرا طلب السكان إيصال القرية بالمياه، عبر نقطة رئيسية ترتبط بالقرية.
وتفتقر "أم الحيران" لشبكة كهرباء منظمة، ويتزود السكان بالكهرباء عبر اللوحات الشمسية ذات الكلفة العالية.
ولا يوجد في القرية أي خدمات تربوية أو صحية، حيث يضطر سكانها إلى السفر حتى "حورة" للحصول على الخدمات، ولأطفال الروضات وطلاب المدارس توجد سفريات من الشارع الرئيسي بجانب القرية وصولاً إلى البلدة.
ويخوض الداخل المحتل غدا الخميس إضرارا شاملا؛ احتجاجا على هدم "أم الحيران".
ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في بيان صحفي لها اليوم، المجتمع الدولي إلى فرض الحماية الدولية على الجماهير العربية، "على ضوء استفحال عدوانية المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، بأوامر واضحة صادرة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبإجماع حكومته".
وكان نتنياهو أعلن أن حادث مقتل شرطي إسرائيلي دهسا في أم الحيران، "لن يردعنا، إنما يقوي عزيمتنا، ويزيدنا إصرارا على فرض أحكام القانون في كل مكان".
بينما، اعتبر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، محاولة الاحتلال هدم القرية، وترحيل سكانها، بمنزلة إعلان حرب.