حذرت أوساط "إسرائيلية" من سعي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بين حين وآخر لإشعال الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، لأنها تعتقد بأنه "في أي مواجهة عسكرية قادمة سوف تكون الضفة في ذروة الأحداث، رغم أنها أصيبت بخيبة الأمل من عدم فتح أي جبهة قتالية خلال حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014".
ونقل الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة معاريف نوعام أمير عن مصدر "إسرائيلي "كبير في جهاز الأمن العام (الشاباك) أن حماس "أقامت في الضفة الغربية قيادة موسعة مكونة من عشرات الأفراد والكوادر، لتجهيز البنية التحتية التنظيمية اللازمة للحركة، ومن مهام هذه البنية إقامة خلايا مسلحة، وتدريب العناصر، وتأهيلهم لتنفيذ هجمات مسلحة لحظة وصول الأوامر بذلك".
وأضاف المصدر، الذي لم يذكر اسمه، أن "حماس تسعى من هذه البنية لأن تكون صاحبة تأثير لتقوية نفوذها في الضفة، وأن تكون عنصرا أساسيا في أي تطورات قد تشهدها المنطقة بأسرها"، شارحا أن "عملية تجنيد العناصر في حماس تتم داخل الضفة من بيت لبيت، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، والدعم المالي".
وأكد المصدر العسكري أن حماس "تحرص على إمداد عائلات منفذي الهجمات ضد الإسرائيليين منذ اندلاعها في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بكامل الدعم الاقتصادي والرعاية الاجتماعية"، كما "تقوم الحركة بتنظيم العديد من المظاهرات، وتقود الجنائز الشعبية، والمسيرات الجماهيرية، وهي كلها تسهم في إشاعة أجواء التحريض في الضفة الغربية".
سلطة عباس
وفي السياق، ذكر الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية يوني بن مناحيم أن إسرائيل "تسعى جاهدة للحفاظ على سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن أجهزتها الأمنية تبذل جهودا مضنية للحفاظ عليه، لمواجهة العدو الأساسي في الساحة الفلسطينية المتمثل في حركة حماس".
وأشار بن مناحيم في مقاله على موقع "المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة"، المقرب من دوائر القرار بإسرائيل، أن إسرائيل "استجابت لطلبات عباس لاستقرار حكمه، كتسهيل انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح برام الله قبل شهرين، وتلقيه كامل المساعدة من إسرائيل، باعتقالها كافة معارضيه الذين حاولوا إفشال المؤتمر".
وأوضح بن مناحيم، وهو الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) أن إسرائيل "ترى عباس الأقل عداء لها من باقي الجهات الفلسطينية، لا سيما حماس، التي تسعى بشكل استراتيجيو للسيطرة على الأوضاع في الضفة الغربية، مقابل محاولاتها لتنفيذ هجمات مسلحة قاسية ضد إسرائيل".
وختم بالقول إن "إحباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية الهجمات التي تخطط لها حماس ضد إسرائيل، يقابلها توظيف إسرائيل كافة قدراتها الأمنية والاستخبارية للحفاظ على سلطة عباس واستقرارها، مما يعني أننا أمام مصلحة أمنية مشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأن السلطة مدينة بالشكر لإسرائيل".