اعتبر عبد الله الأشعل أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس يقضي على فرص قيام دولة فلسطينية.
وقال الأشعل، في تصريح خاص بـ "الرسالة نت" السبت، إن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، والمقاومة، واصفا بأنها "إدارة صهيونية بثوب أمريكي".
وأوضح أن إدارة ترامب تؤيد الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وتدعم بشكل كامل مشروع (إسرائيل الكبرى)، وتحديدا وزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس البيت الأبيض والمبعوث الخاص بالشرق الأوسط.
وذكر أن ما سيطلب من رئيس السلطة محمود عباس في الفترة المقبلة، الموافقة على حلول تنهي القضية الفلسطينية، "وإلا فإن البديل سيكون محمد دحلان".
ورجّح وجود "مؤامرة كبرى" في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن أدواتها جاهزة، وذكر منها "محمد دحلان في فلسطين، واللواء خليفة حفتر في ليبيا".
وفي السياق، أشار الأشعل إلى أن هناك تحالفا سعوديا إسرائيليا قائما؛ قائلا إن التقرب من (تل أبيب) معيار التحالف مع ترامب.
وأضاف: "النظام المصري قريب جدا من تل أبيب، بدليل أنه يريد تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، التي ستقوم بدورها بتسليمهما لإسرائيل ضمن مخطط قيام إسرائيل الكبرى".
وتابع: "بعد حصول إسرائيل على الجزيرتين ستضمن بأن يكون لها ذراع على البحر الأحمر، بمساندة أمريكية وبدعم سعودي؛ تحت ذريعة مواجهة إيران".
وتوقع الأشعل أن تسيطر السعودية على الجزيرتين في النهاية، مقابل مبلغ مالي كبير للحكومة المصرية.
ولفت إلى وجود مؤشرات على تعاون النظام المصري مع ترامب، "باعتبار أن مصر الحل التاريخي لتوطين الفلسطينيين على أراضي سيناء، كما ستدخل الأردن باعتبارها الوطن البديل لهم"، كما قال.
وبيّن أن هذه الأطراف تعمل منذ فترة طويلة على مشروع تبادل الأراضي بين مصر و(إسرائيل)، القائم على أن تأخذ الأخيرة 600 كم من أراضي سيناء؛ لتوطين الفلسطينيين، في مقابل ضم الضفة الغربية المحتلة.
وقال الأشعل إن هناك تغول إسرائيلي في الشؤون الداخلية للدول العربية، داعيا إلى "إزاحة هذا السرطان بالوعي الشعبي، وإلا ستتمكن (إسرائيل) من تنفيذ مشروعها الكبير في الشرق الأوسط"، وفق تعبيره.
وفيما يتعلق توعد ترامب بمحاربة "الإسلام المتطرف"، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: "ترامب له ما يبرره بمهاجمة التيارات الإسلامية المتشددة، فقد خاضت أمريكا حروبًا ضد الاتحاد السوفيتي بأدوات إسلامية، وبعد سقوط الاتحاد بدأت بمحاربة الإسلاميين".
وتوقّع أن تتجه دول العالم الإسلامي إلى التحالف مع الرئيس الأمريكي الجديد "ضد ما يسمى بمكافحة الإرهاب"، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية ستكون ضمن قوائم الإرهاب.
وكان ترمب قد أدّى أمس الجمعة اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة، خلفًا لـباراك أوباما، في حفل أقيم بالساحة المقابلة للكونغرس.