أجمع قادة ومتحدثون باسم فصائل فلسطينية على ضرورة تفعيل المجلس الوطني من خلال برنامج سياسي يساعد على حل الأزمات الفلسطينية، لاسيما الانقسام السياسي.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها المكتب الاعلامي الحكومي بعنوان" إعادة تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني"، اليوم الاثنين، بمقره بمدينة غزة، وذلك بحضور عدد من المهتمين والمتابعين للشأن السياسي الفلسطيني.
فمن جانبه، قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان: "لا يجوز التفرد بالقرار السياسي في ظل كل الظروف الحالية، ولا يمكن لحماس المشاركة في المجلس الوطني بشكله الحالي"، مبيناً أن تشكيل مجلس وطني جديد يعني إجراء انتخابات شاملة، وتشكيل حكومة الوحدة لإنهاء الانقسام.
وأكد أن تشكيل مجلس وطني جديد مطلب لجميع الفصائل، "لكن القرار بالموافقة بيد شخص واحد، وهو رئيس السلطة محمود عباس"، وفق قوله، مضيفاً أن حركة حماس مع إعادة تفعيل المجلس الوطني منذ اللحظة الأولى.
وقال:" نحتاج لإعادة النظر في النظام الانتخابي في الداخل والخارج مما يستدعي عمل دؤوب لتغير النظام الأساسي الفلسطيني"، متابعا: "لابد أن يشمل المجلس الوطني البناء والتفعيل لجميع هياكل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية".
وأكد رضوان على أن حماس جاهزة للمشاركة في اللجنة التحضيرية، وتشكيل المجلس الوطني، وتطبيق اتفاقات القاهرة والدوحة وغيرها، مضيفاً أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة الأولى موافقة عباس بتكليف حكومة الوحدة الوطنية وقيامها بكافة المهام بما فيها اعادة الاعمار وغيرها من القضايا العالقة، والثاني أن يرفض ذلك، بينما الثالث وهو خيار تسويف اللجنة التحضيرية التي انعقدت في بيروت ولعله الخيار الأكثر راحة لعباس".
أزمة عميقة
بدوره، أوضح المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب، أن الواقع الفلسطيني يغرق في أزمة عميقة، "لذا يجب عدم تضليل الشعب كون حقيقة الأمر لم يتم تفعيل المجلس الوطني حتى اللحظة"، مشيرا إلى أنه في الأصل يجب أن يتم دعوة الفصائل الفلسطينية من قبل الرئيس عباس والإطار القيادي المؤقت للتباحث والوصول لحلول.
وأكد أن حركة الجهاد ملتزمة بإعادة تفعيل المقاومة ومحاربة "إسرائيل"، وتابع أن الظروف تفرض عليهم الذهاب إلى المصالحة الفلسطينية كون الواقع السياسي الفلسطيني عقيم ولا ينتج شيء".
وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية تحتاج لبرنامج سياسي به حلول حقيقية لمشاكل الشارع الفلسطيني، موضحا أن برنامج منظمة التحرير لا يخدم تطلعات الشعب الفلسطيني، ولا يعدو كونه برنامج تفاوض فقط.
وبحسب قول شهاب، فإن جميع الفصائل متوافقة على أهمية عقد مجلس وطني فلسطيني، "لكن المشكلة عند الرئيس محمود عباس وهو من يرفض"، وقال: "لم يتم تنفيذ أي من الاتفاقيات السابقة، وبيان اللجنة التحضيرية هو بيان للمجاملة فقط".
وكانت الفصائل الفلسطينية اجتمعت على مدار يومين مطلع الشهر الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك ضمن اللجنة التحضيرية لعقد جلسة للمجلس الوطني بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وخلصت إلى الدعوة لتشكيل مجلس وطني جديد.
مطلب الجبهة
أما هاني الثوابته عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، فقد ذكر أن انعقاد اللجنة التحضيرية في لبنان كان مطلب الجبهة، "فهي لعبت دورا رئيسيا ومحوريا لإعادة الاعتبار، وكان تقدير خطير إن إعادة المجلس الوطني سيزيد من تشرذم الساحة السياسية"، وفق قوله.
وأكد أن هناك ضرورة لمشاركة جميع الفصائل في المجلس الوطني "لذا لابد من وجود مرجعية عليا تكون مقررة عن الكل الفلسطيني"، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج لوقت وجهد لتصويب البوصلة لمواجهة ما يعصف بالواقع الفلسطيني، "لذلك يتوجب على القيادة الفلسطينية الارتكاز على تفاهمات القاهرة والمصالحة بشكل حقيقي لا شكلي".
وأوضح القيادي في الجبهة الشعبية، أن تركيبة المجلس الوطني القديمة تقوم على لون سياسي واحد، وقال: "نحن بحاجة لشراكة وإعمال العقل بما يراعي التكوين السياسي للكل الفلسطيني"، مبيناً أن الواقع يمر بتعقيدات بسبب الانقسام والهجمة الإسرائيلية.
وشدد على ضرورة توافق الفصائل للوصول إلى خطوات عملية لإعادة تشكيل مجلس وطني جديد لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، وتابع "أننا أمام إدارة أمريكية جديدة لها موقف مسبق من الأحداث كافة التي تدور في المنطقة"، وذلك في إشارة لدعم الرئيس الأمريكي الجديد لمواقف الاحتلال وموقفه السلبي من الحقوق الفلسطينية.