قائمة الموقع

عبد الفتاح: فلسطينيو الداخل على أعتاب مرحلة جديدة يجب استثمارها

2017-01-26T07:06:02+02:00
عوض عبد الفتاح
غزة-لميس الهمص

يبدو أن سلطات الاحتلال لعبت بالنار حين أقدمت على دخول النقب بالمئات من الجنود بهدف هدم عدد من المنازل هناك، فيما أشعلت جريمة قتل الشهيد يعقوب أبو القيعان الأوضاع في الداخل المحتل الذي خرج في تشييعه المئات.

رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل المحتل، عوض عبد الفتاح أكد أن الوضع مشحون وقابل للانفجار، وعلى غير العادة تشارك فيه قطاعات واسعة "لذا يحتاج إلى تأطير لإجبار لاحتلال على دفع ثمن باهظ للتوقف عن غيه ووحشيته ضد فلسطينيي الداخل"، وفق قوله.

"الرسالة" حاورت عبد الفتاح للحديث عن تطورات الوضع في الداخل المحتل، وأبرز الانتهاكات التي يتعرض لها السكان على يد الاحتلال الذي يحاول التضيق عليهم بشتى الطرق.

مرحلة جديدة

عبد الفتاح اعتبر أن إجبار المحكمة للشرطة تحرير جثمان الشهيد كان استباقًا لما يمكن أن يحدث، موضحًا أن الاستمرار باحتجاز الجثمان يزيد الاحتقان في الشارع، وهو ما لا تريده المؤسسة الرسمية، مؤكداً أن حجم الحضور في التشيع كانت لافتًا، خاصة وأن النقب يعد تركيبة قبلية قديمة لا تتفاعل بالعادة، ولا تسمح بتوطيد حركة وطنية قوية هناك، مشيرا إلى أن جنازة الشهيد كسرت القاعدة وشارك بها مختلف الشرائح "لأنهم شعروا أنهم ضربوا بالصميم وأنهم مستهدفون، خاصة وأن الاحتلال كان دائمًا يعمل على تقسيم العرب لطوائف وقبال لإضعافهم".

حالة من الوعي تنبت لدى "الدروز" بعد إدراكهم أن الحقوق تؤخذ بالنضال

ويشير عوض إلى أن الداخل على عتبة مرحلة جديدة استمرارها مرهون بدعمها من قبل القيادات والهيئات السياسية بوضع خطة لإدارة الصراع بشكل جيد لتخفيف الحصار وسياسة الإقصاء ضد فلسطينيي الداخل، مبينا أن التخطيط يمكن السكان من النضال بنفس طويل ودون توقف.

وتوقع أن تتسع أعمال الاحتجاج وتتحول إلى نضال شعبي مستمر، خاصة وأن الانفجار الكبير كان على وشك أن يحدث نهاية 2013، حين حدثت صدمات ومواجهات عنيفة في حينها أدت إلى تجميد "مخطط برافر"، معتبرًا أنهم أخطأوا كقيادات لأنهم لم يعملوا على استمرار الاحتجاج في حينه.

ويقول عبد الفتاح: "كان الخطأ الفادح، عندما اعتبرنا هذا التراجع الإسرائيلي انتصاراً مؤزراً وليس بداية انتصار في معركة، لذا نحتاج إلى حشد مزيد من القوى البشرية والمادية لضمان استمرارية النضال وصولاً إلى القضاء التام على المشروع الذي تجدد بعد أشهر من خلال الهدم بالتنقيط".

وأضاف أنه "لو كانت لديهم قراءهً سليمة لنتائج تلك المعركة، وأسسوا على بناء على هذه القراءة، تنظيمات شعبية، ولجنة المتابعة، ووضعنا خطة عمل إستراتيجية متماسكة لما واصلت حكومة الاحتلال هدم البيوت، ولما تجرأت المرور من قلب مدينة قلنسوة لترتكب مجزره المنازل (11 بيتاً) دون أن تكون مقاومة، أثناء عملية الهدم".

ويرى أن تراكم القمع يفجر الاحتقان الشعبي ووجود الدم يزيد من اشتعاله، موضحًا أن الاحتلال يعيش في ورطة لتكرار الحديث من قبل كثيرين في الاحتلال عن ضرورة تسوية أوضاع السكان في النقب خوفا من اشتعال الأوضاع.

الاحتلال يصادر 93% من أراضي العرب في الداخل ويمنع أي توسع لهم

ويبين أنهم نجحوا في إرسال رسالة قوية أن وحشية الاحتلال سيكون له مقاومة وردة فعل بخلاف السكون الذي ساد السنوات الثلاث الماضية سوى من بعض الاحتجاجات المحدودة.

ويذكر رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الهدم جاء بأوامر عليا من نتنياهو لتكثيف عمليات الهدم للتغطية على قضايا الفساد الموجه ضده، لكن في النهاية هو مخطط إستراتيجي لدولة الاحتلال إلا أنه سرع في تنفيذه مؤخرًا.

واعتبر أن تقرير مراقب الدولة يمثل زلزالًا لنتنياهو ويضاعف مأزقه وقد يؤدي إلى إسقاطه، أو إلى انتخابات مبكرة، مبينًا أن المستفيد اليمين المتطرف الذي يريد أن يحل مكانه ويقود إسرائيل بسياسة أكثر تطرفًا

تحول للنضال

ومن اللافت بحسب رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي خروج مسيرات للعرب الدروز بالآلاف في نفس وقت تشيع الشهيد احتجاجًا على سياسة هدم المنازل التي طالتهم أيضًا، مشيرًا إلى أنهم تأثروا بالأجواء التي خلقها فلسطينيو الداخل على إثر استشهاد القيعان.

وأوضح أن (إسرائيل) عملت طيلة العقود الماضية على فصل الطائفة الفلسطينية الدرزية عن بقية العرب وفرضت التجنيد الإجباري عليهم، إلى أن يقظتهم بدأت تأخذ منحى التحول لتقترب من النضال الفلسطيني ككل، مبينًا أنهم اكتشفوا الظلم الذي وقع عليهم لأنهم خدموا بالجيش دون حقوق متساوية، في حين أن الفلسطينيين الآخرين انتزعوا حقوقًا أكبر عن طريق النضال. ولفت إلى أنهم وجدوا أنفسهم الأقل تعليمًا وأرضًا والأكثر بطالة وطالتهم سياسة هدم المنازل.

وحول المطلوب لاستثمار الحالة الموجودة وضمان استمرارها قال إنه يتوجب إعادة ترتيب الأحزاب والتنسيق فيما بينها، مع وضع خطة إستراتيجية للعمل للانطلاق من فعالية لأخرى، مع ضرورة بناء اللجان الشعبية.

ولفت إلى ضرورة تقوية المظلة لكل الأحزاب وهي لجنة المتابعة العليا، مع إنشاء صندوق مالي لها لتغطية تكاليف النضال وهدم البيوت والذي يحتاج إلى أموال طائلة وهي غير متوفرة. ويرى أنه من الضروري الاهتمام بقطاع الشباب لأنهم يقودون المرحلة وحراكهم هو المؤثر والموجع للاحتلال لأنهم استطاعوا إغلاق الطرق وتشويش الحياة في داخل الاحتلال.

ويذكر عبد الفتاح أنهم توجهوا للمجتمع الدولي لممارسة الضغط وإظهار الوجه الحقيقي للاحتلال، مبينا أن إسرائيل تحاول إظهار الفلسطيني أنه إرهابي يملك السلاح لكنها لا يمكن أن تمارس حجتها مع فلسطيني الداخل الذين تصادر أراضيهم دون وجود أي نوع من العنف.

السلطة تعتبرنا جزءًا من المجتمع (الإسرائيلي) ونحن نرفض ذلك

ويوضح أنهم يعملون على تفويت الفرصة على الاحتلال وإظهار أن ضربهم للفلسطيني في غزة والضفة هي عنصرية ووحشية من دولة استعمارية لأنها تتعامل مع مواطنيها بذات الطريقة وتصادر أراضيهم وتهدم منازلهم.

دعم ذاتي

وعن دور السلطة الفلسطينية في دعم صمودهم ووجودهم، قال إن فلسطيني الداخل نظموا أنفسهم ذاتيا دون دعم أحد، مبينا أن السلطة مساندتها محدودة وهي تحاول ان يكون دعمها لمعسكر (السلام)، وحان الوقت لتغير توجههم ويتعاملوا كجزء من الشعب الفلسطيني ويحق لنا تقرير مصيرنا. ويضيف: السلطة لديها دائرة للتواصل مع المجتمع (الإسرائيلي) وهم يعتبرونا جزء منهم ونحن نرفض ذلك.

وبحسب عبد الفتاح فإن فلسطينيي الداخل يعانون من عنصرية الاحتلال الذي صادر 93% من الأراضي العربية، كما أنه يسن قوانين تسمح لتحويل أي أرض عربية لليهود، مشيرًا إلى أن عنصريته تظهر في قانون العودة الذي يسمح لليهود من كل أنحاء العالم بالسكن في أراضي العرب بينما لا يسمح للعرب بعودة أقاربهم من الخارج.

ولفت إلى أن الاحتلال بنى 700 مدينة صهيونية بينما لم يسمح للعرب ببناء أي مساكن أو مدن جديدة، لذا هم يتوسعون عنوة حتى لو تعرضت منازلهم للهدم لكونهم لا يملكون خيارات أخرى.

ويعاني السكان من قضية المناهج التي لا تحوي أي معلومات عن التاريخ الفلسطيني لذا يحاول الاحتلال طمس الهوية، فيما لا يملك العرب مصانع إلا أنهم طوروا أنفسهم رغمًا عن الاحتلال وشكلوا أحزابًا وجمعيات، ولديهم محاضرون في الجامعات وأطباء في المستشفيات.

اخبار ذات صلة