قائمة الموقع

نقاشات تقرير "شابيرا".. (إسرائيل) تسقط في أشراك غزة

2017-01-26T13:52:01+02:00
الرسالة نت -محمد بلّور

البوح بالمزيد من خفايا حرب غزة 2014 سيهشم لا محالة ما تبقّى من معنويات الجيش الإسرائيلي التي سقطت كأحجار "الدومينو" بدءا من لبنان في حرب تموز 2006 وحتى حروب غزة 2008-2014 .

ومنذ شهور يكشف الاحتلال بشكل متقطّع عن أجزاء من تقرير "يوسف شابيرا" مراقب دولة الاحتلال لكن اجتماعات اللجنة الثنائية للرقابة قبل يومين باتت تميل لكشف تفاصيل التقرير للجمهور الإسرائيلي .

وكانت "إسرائيل" شنت حرباً في تموز 2014 على غزة استمرت (51) يوماً سقط فيها 2300 شهيد وأصيب الآلاف فيما دمرت طائرات ومدفعية الاحتلال عشرات آلاف المساكن والمنشآت وردت المقاومة الفلسطينية بهجمات صاروخية وعمليات نوعية من الأنفاق والبحر فقتلت العشرات من الجنود والمستوطنين وأسرت آخرين.

وبدا واضحاً أن "إسرائيل" مرتبكة وأدائها الأمني والعسكري مهتز طوال الحرب، فسقطت في كثير من الأشراك رغم ضخامة كمية النار التي صبتها على المدنيين بغزة لم تفلح في تحقيق أي هدف استراتيجي وعلى رأسها إسقاط حماس بغزة.

إخفاء الحقيقة

بالنسبة لـ "نتنياهو" فإن نشر التقرير كاملاً سيؤدّي إلى انهيار السدّ والكشف عن سوءات وثغرات أمنية يخشاها، بعد توجيه انتقادات لاذعة لطريقة إدارة الأول للحرب مع وزير جيشه حينها "موشي يعلون" بعيدًا عن أعضاء "الكابينيت".

ويؤكد د.عبد الستار قاسم المحلل السياسي أن نشر التقرير كاملاً سيؤدي لاهتزاز معنويات الجيش والجبهة الداخلية ويشكك في قدرة إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، وعدم نشره سيخفي الحقيقة عن الناس.

ويضيف:"ما قرأناه وما كشف يتحدث عن ملاسنات بين أعضاء الكابينيت ومنهم يعالون وبينيت في نقاشات حادة قبل وخلال الحرب لكن الاحتلال يحاول دوماً الاستفادة من التجربة".

نتنياهو الذي أقفل جفونه منذ سنوات بإخلاص راهب سيفقد ماء وجهه وهو عاجز عن الرد على عشرات الثغرات والأخطاء، في حين سيكون أكثر السعداء بإخفاقه "نفتالي بينيت" الذي بدا على خلاف دائم في اجتماعات "الكابينيت" طوال الحرب.

ويرى العميد يوسف شرقاوي المحلل العسكري أن كشف التقرير أو أجزاء منه لن يكون على غرار تقرير لجنة "فينوغراد" الذي كشف تقصير "إسرائيل" الأمني والعسكري في حرب لبنان 2006 وأكد إخفاق "أولمرت" رئيس حكومة الاحتلال حينها.

ويتابع: "تقرير فينوغراد أعطى صورة قاتمة وصوّر أن الجيش لا يستطيع حماية نفسه وإسرائيل أول دولة يملكها الجيش وهذا يؤكد أن الجيش لن يحمي الدولة وبدا أن وجود إرباك أيام الحرب في القرارات لأنهم غيروا الخطة في ضرب غزة ولم يحققوا أي هدف سوى تدمير غزة".

واستفادةً من الحروب السابقة ربما يتحفّظ الاحتلال عن نشر ما يزيد من اهتزاز معنويات الجيش والجبهة الداخلية وحسب توقع المحلل شرقاوي قد لا يتطرقون لفشل القبة الحديدية ونجاح عمليات المقاومة النوعية وصبّ النار بجنون على المدنيين بغزة.

كابوس الأنفاق

ولا تزال الأنفاق تجسّد تعويذة اللعنة على الجيش الإسرائيلي الذي استدان قسطاً من الصمود أمامها بالإمكانات والدعم الأمريكي ولكن دون جدوى فلا تزال التكتيك الاستراتيجي الأهم في الجولات الحالية والقادمة.

ويقول المحلل قاسم إن " إسرائيل " لم تتمكن حتى الآن الرد على الأنفاق بكفاءة لأنها وضعتهم في حيرة فلا الطيران والدبابات ولا المجسّات تكشفها ولا سلاح فعّال من الجو أو البرّ يقضي عليها.

وكانت صحيفة "يديعوت" كشف أمس الأول عن النقاشات التي دارت في "الكابينيت" والخلافات بين الوزراء وقادة الجيش وتبين أن حكومة نتنياهو مع الجيش لم يكن لها خطة لمواجهة خطر الأنفاق الهجومية .

وطوال شهور من الهدوء بعد الحرب على حدود غزة توزعّت حفارات الاحتلال وآلياته تنبش الأرض بحثاً عن الأنفاق حتى رحلت نهاية الصيف وعادت قبل أسبوع لتكرار التجربة.

ويرى المحلل شرقاوي أن الأنفاق لا تزال الهاجس الأكبر للاحتلال وأن كل النصائح والمساعدات بالمال والتكنولوجيا والمعلومات الواردة من مصر والولايات المتحدة أكدت لـ " إسرائيل" استحالة القضاء عليها تماماً.

ولا عجب أن النصيحة العربية جاءت لـ "إسرائيل" بعدم نشر تقرير الحرب كاملاً كما حدث في تقرير "فينوغراد" لأن العرب لا يريدوا تعزيز ثقافة المقاومة التي هزمت ثاني جيش إلكتروني وخامس قوة في العالم.

اخبار ذات صلة