أفادت مصادر للجزيرة بخروج أول حافلتين تقلان مسلحي المعارضة السورية وعائلاتهم من وادي بردى نحو إدلب (شمال سوريا)، وأشارت المصادر إلى أن العدد الإجمالي للحافلات التي ستخرج من وادي بردى بريف دمشق تبلغ 56 حافلة.
وأوضحت المصادر أن العدد التقريبي لما سيخرج من وادي بردى نحو 2100 شخص، بينهم سبعون جريحا حالتهم حرجة.
وكانت حافلات دخلت السبت منطقة وادي بردى لنقل مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وعائلاتهم إلى إدلب، وذلك بعد ساعات من الاتفاق على خروجهم وسيطرة النظام على قرية عين الفيجة.
من جانبه، قال مسؤول بالنظام السوري إن أعمال الصيانة بدأت اليوم الأحد في منشأة عين الفيجة، خزان المياه المغذي للعاصمة، بعد دخول قوات النظام إليها إثر اتفاق مع المعارضة المسلحة أبرم السبت.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم خلال وجوده في بلدة عين الفيجة قوله "دخلت ورشات الصيانة إلى المنشأة لتقييم الأضرار، وبدأت أعمالها"، مضيفا أن ضخ المياه سيبدأ قريبا، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأشار إبراهيم إلى أضرار كبيرة في النبع، وقال إنه سيتم تقييم الأضرار أيضا في البلدة والقرى الأخرى بمنطقة وادي بردى. وأظهرت صور بعين الفيجة مدى الأضرار بمنشأة المياه، حيث بدا أنبوب مياه حجري وهو مدمر تماما، وقد سقطت أجزاء منه في المياه.
وبعد معارك استمرت أكثر من شهر، دخلت قوات النظام السبت منشأة نبع عين الفيجة بموجب اتفاق يقضي بخروج المئات من مقاتلي الفصائل المعارضة غير الراغبين في التسوية من منطقة وادي بردى التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ عام 2012.
وتضمن الاتفاق خمس نقاط، تقضي إحداها بوقف النار بين الطرفين في كامل قرى الوادي، لتدخل بعد ذلك قوات النظام عين الفيجة وترفع علمها على منشأة نبع المياه تمهيدا لدخول ورشات الصيانة لإعادة ضخ المياه للعاصمة.
كما ينص الاتفاق على وضع قائمة تضم 1200 من عناصر المعارضة المسلحة في منطقة الوادي سيتحتم عليهم تسوية أوضاعهم، وذلك من خلال مراجعة السلطات الأمنية للنظام.
ووفقا للاتفاق، فإن من يرفض ذلك منهم فسيفرض عليه الخروج إلى إدلب، الوجهة التي خرجت إليها جميع فصائل المعارضة بمحيط دمشق في وقت سابق بعد اتفاقات مشابهة.
ويشير الاتفاق أيضا إلى بقاء من يرغب في البقاء من مقاتلين ومدنيين وجرحى داخل الوادي مع التعهد بعمل مصالحة مع النظام، وتسوية أوضاعهم من قبل النظام الذي تعهد بعودة النازحين من قريتي بسيمة وعين الفيجة إلى قراهم بعد مدة زمنية (لم يتم تحديدها).
ومن جانبها، قالت المعارضة المسلحة إن خشيتها من تهجير سكان المنطقة وتغيير بنيتها الديموغرافية دعتها لفرض شرطها على النظام بإعلان منطقة وادي بردى مكانا آمنا، وأن يسمح للأهالي الذين نزحوا منها في وقت سابق بالعودة إليها.
وينص الاتفاق كذلك على عودة عائلات المقاتلين الذين نزحوا خارج الوادي خلال الحملة العسكرية بالخروج مع المقاتلين إلى إدلب بضمان الهلال الأحمر السوري.
الجزيرة نت