وداع مؤثر من الرضيعة "بتول" لوالدتها "مجد" الشهيدة!

وداع مؤثر من الرضيعة "بتول" لوالدتها "مجد" الشهيدة!
وداع مؤثر من الرضيعة "بتول" لوالدتها "مجد" الشهيدة!

الرسالة نت – خاص

 

يبدو أنه كان على بتول ابنة العشرين شهراً ألا تحدّق مطولاً في وجه أمها الشهيدة مجد الخضور، حيث تغيرت تقاسيمه وملامحه بعدما احتجز الاحتلال جثمانها الطاهر لأكثر من سبعة شهور في ثلاجاته، وسلمه الجمعة الماضية، منهياً بذلك فصولاً من الانتظار الأليم.

ففي بلدة بني نعيم شرق الخليل، شيع جثمان الشهيدة مجد، وعينا زوجها سمير لم تجفا بعد من أثر الدموع، لكنه بدا وهو يحتضن ابنته بتول، وهي الوحيدة لديه، صابرا محتسبا، حيث امتزج لديه الحزن بالفخر والاعتزاز بما أقدمت عليه زوجته، والتي لم تتجاوز 18 عاماً من عمرها.

وبعد أن حمد الله _سبحانه وتعالى_ قال سمير للرسالة: "لم يكن ينقص مجد أي شيء، لكنها أقدمت على تنفيذ العملية للانتقام من المستوطنين الذين ينغصون حياتنا وحياة أبنائنا".

ويسترسل سمير في وصف اللحظات الأولى بعد استلام جثمان الشهيدة مجد من ثلاجات الاحتلال، وكيف فاحت رائحة عطرة في المكان، وكيف كان وجه مجد يشع نورًا ويبتسم، عدا عن أن دماءها لا تزال تسيل منها برغم مرور سبعة شهور على استشهادها ووضعها في ثلاجات الاحتلال.

وأضاف "مجد غادرت المنزل مبتسمة، وعادت كذلك، وحين نفذت العملية كان تفكيرها موجهًا لشيء أكبر من حياتها مع الزوج والبنت والعائلة، حيث كانت تتمنى نيل الشهادة ودخول الجنة".

وقال سمير إنه أصر على أن ترى بتول وجه أمها وهي مسجّاة على فراش الشهادة، حتى لا تبقى هذه اللحظة حسرة لدى بتول عند كبرها. وأضاف أن زوجته مجد رحلت وتركت بتول أمانة لديه، وستعيش حياة مدللة، وكل الأمهات الفلسطينيات هن بمثابة أم لبتول.

في حزيران من العام 2016، الذي صادف يوم التاسع عشر من رمضان، كانت مجد الخضور على موعد مع الشهادة، عقب تنفيذها عملية دهس ضد مستوطنين قرب مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل، ليصاب أربعة مستوطنين، اثنان منهم بجراح طفيفة، وفق وسائل الإعلام العبرية.

ولم يدر في خلد العائلة حينها أن الشهيدة مجد قد تقدم على ما قامت به، بخاصة انها كانت كما يروي زوجها تتصرف بطريقة طبيعية قبل أيام من استشهادها، ولم يظهر عليها ما يوحي بنيتها تنفيذ العملية.

وقالت أم مجدي والدة مجد: إن الشهيدة مجد طلبت منها أن تسامحها في ذات يوم تنفيذ العملية، الذي صادف يوم الجمعة"، وأضافت "قلت لمجد على ماذا أسامحك، انتِ لم تفعلي شيئا"، وقالت إنها شعرت بالقلق بعد ذهاب مجد بلحظات ولم يدر في خلدها أن مجد كانت تودعها.

ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها جثماني الشهيدين محمد الطرايرة من بني نعيم، والشهيد محمد الفقيه من دورا جنوب الخليل، الذي ارتقى بعد معركة خاضها ضد جنود الاحتلال تواصلت لسبع ساعات في بلدة صوريف، في تموز من العام الماضي.

البث المباشر