حولت مواطنة نيوزيلندية تدعى مارغريت فان غيلدرملسين قصة حياتها مع زوجها "البدوي" الأردني محمد عبد الله الذي تعرفت عليه عام 1978، إلى كتاب بعنوان "تزوجت بدويًّا" يروي تفاصيل حياة "البادية" الأردنية وقصة عشق عاشتها معه على مدار 24 عاماً.
وتعمل غيلدرملسين في مدينة البتراء الأثرية (جنوب غرب البلاد)، ويتمثل مكان عملها في طاولة خشبية تعرض عليها إكسسوارات فضية تبيعها للسياح، والذي تحوّل إلى مكان عام يلتقط فيه زوار المدينة الأثرية الصور التذكارية معها نتيجة الشهرة الواسعة التي حققتها قصتها على نطاق عالمي.
بدأت قصة غيلدرملسين عام 1978 عندما جاءت كسائحة لزيارة مدينة البتراء برفقة صديقتها الأسترالية إليزابيث، وجمعتها آنذاك قصة حب بمضيفها "البدوي" الأردني محمد عبد الله الذي كان يعيش في "كهف"، تحوّل فيما بعد إلى بيت الزوجية الذي جمع بينهما.
وتروي غيلدرملسين أنه بعد وفاة زوجها محمد عام 2002، قررت في العام الذي يليه أن تجمع قصتها في كتاب "يذكر أصالة الحياة البدوية وتفاصيلها"، وقالت إن "زواجي ببدوي وأبنائي سلوى ورامي ومروان كانوا حافزاً كبيراً دفعني إلى تأليف كتابي.
وتضيف "مضى على وجودي في الأردن 38 عاماً، وقد عشت مع محمد إلى العام 1985 في كهف، قبل أن تنقلنا الحكومة الأردنية إلى قرية أم صيحون. وقد ذكرت في كتابي كيف كانت حياة بدو البتراء قبل أن يتوفر لهم الماء والكهرباء وتمتعهم بالحياة العادية الطبيعية".
وعند سؤالها عن حافز الكتابة لقصتها، قالت غيلدرملسين ضاحكة "سنوات كثيرة من الحوافز.. محمد كان شابا رائعًا وقد تزوجنا ولدينا ثلاثة أبناء، وقد عشت في كهف، وكان لا بد من كتابة القصة".
وأضافت أن "الناس هنا رحبوا بي، والأردنيون شعب طيب، وقد تكون الصورة مختلفة من بعيد، لكنك عندما تعيش معهم تدرك ما أقوله، ومن السهل أن تكون صديقاً لهم".
وعن ردة فعل أهلها بعد زواجها بمحمد، بينت غيلدرملسين "هذا سؤال مهم، فقد كان بالتأكيد مرفوضا بالنسبة لهم، ولكنها حياتي وكنت قد تزوجت بالفعل، ولكنني زرتهم عدة مرات بعد زواجي بمحمد، وقد جاء والداي إلى هنا مرات كثيرة".
وأكدت "كنت محظوظة عندما بدأت بنشر كتابي في لندن عام 2006، وطبعته 21 مرة، وقد طبعته إلى الآن بـ14 لغة، وتمت ترجمة كتابي إلى اللغة التركية أيضا قبل أربع سنوات. ويوميا يأتي السياح إلى هنا كي يحصلوا على نسخة من الكتاب موقعة مني".
ومدينة البتراء الأردنية أحد عجائب الدنيا السبع "الجديدة" التي اختيرت عام 2007 بعد عملية تصويت شعبية استمرت عدة أشهر، وشارك فيها نحو 70 مليون شخص من العالم.