لعيونها تأتي القصائدُ كلُّها
ولوجْهِها يحلو الغَزَل..
ولرُوحِها هذا النشيد..
ولقلبها الخنساءُ تنهضُ من جديد
ولصوتِها المجروحِ يصرُخُ صوتُنا الموجوعُ
مثْلَ ضَبْحِ العاديات
لترابها الممزوج بالمسْك المعتّق
تتفتّق الأزهارُ والنوَّار
والأمطارُ تهطُلُ تغسلُ الشهداء ًوالثُّوارَ والجُرْحَ العنيد
لدمٍ تَعَطّر بالأريج
خرجتْ عروسًا كالصباح
***
ذاك الصباح
كانت "غزة " كالرياح
والريح تحمل شوقها نحو الصباح
كان الرصاص يمزّق الجدران والأكوام والأشياء
دبابةٌ حمقى تحاولُ أنْ تصدّ الشوقَ
وحبيبتي تمضي بشوق
وهناك رتْلٌ من جنود
قطعوا الطريق
وحبيبتي تمضي بعزمٍ في الطريق
تمضي يطاردُها الرصاص
فتخضّب التُرْبَ الطهور
ليعود فجرٌ من جديد
تحكي حكاية عاشقٍ للجنّة العليا فتمضي كالرصاص
ها نحن نخترق الرصاص
ها نحن نكسر رُمحَكم
دمُنا يحطّم سيفَكم..
***
سكت الرصاص ..
سكت الرصاص..
ويجيءُ صوتٌ من بعيد:
عاشت فلسطين ..
عاش الشهيد ..
عاش الشهيد ..