قائمة الموقع

مقال: السياسي والأمني في حماس لا يتجزأ

2017-02-02T06:24:49+02:00
بقلم : مصطفى الصواف

فتح معبر رفح لثلاثة أيام ومدد لرابع في أعقاب زيارة نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، هذا الفتح للمعبر والذي لم يقتصر على مرور الفلسطينيين من وإلى الاراضي المصرية وصولا إلى قطاع غزة وسيناء بل شمل إدخال مزيد من الاسمنت ومواد غذائية تجارية من مصر إلى قطاع غزة الأمر الذي استبشر به المواطنون خيرا آملين أن يفتح المعبر في الايام القادمة بشكل أفضل بعد الأجواء الايجابية التي تحدث عنها الجانبان الفلسطيني ممثلا في حركة حماس والجانب المصري ممثلا في جهاز المخابرات المصرية.

ونحن بدورنا قلنا أن إيجابية اللقاء يجب أن يلمسها المواطن الفلسطيني عمليا على أرض الواقع من خلال تغيير النمط المتبع من الجانب المصري سواء في فتح المعبر أو التعامل مع القادمين والمغادرين بطريقة إنسانية ومحترمة وتفعيل المعبر التجاري بين قطاع غزة ومصر، وقد يكون هذا الامر مؤجلا إلى حين تحقيق المطلب المصري في اللقاء مع وفد أمني فلسطيني من قطاع غزة، وهذا الوفد خروجه كان مرهونا بالنتائج السياسية للقاء بين هنية ووزير المخابرات خالد فوزي، وطالما أن الوفد الأمني بقيادة توفيق أبو نعيم قد خرج الثلاثاء إلى مصر فهذا تأكيد على إيجابية اللقاء السابق وهذا الوفد الأمني سيستكمل بقية القضايا المراد بحثها.

نعتقد جازمين أن ما لدى المستوى السياسي هو ما لدى المستوى الأمني لأن كلا المستويين بينهما تناغم شامل، لا اقول تنسيقا بل تطابق في المواقف والسياسات وحتى المعلومات، لأن حالة الانصهار بينهما يصعب فصلها.

الجانب المصري يعتقد بوجود اختلاف في المواقف بين المستوى السياسي والامني وسيفاجأ عند اللقاء أمس أو اليوم أن ما تحدث به المستوى السياسي هو نفسه ما يتحدث به المستوى الأمني وأن محاولته للتفريق بين المستويين قد يجب فيها ما يريد من خلاف أو اختلاف هذه هي عقلية الاجهزة الامنية في الدول الكبرى ومصر بالنسبة لنا دولة عريقة وكبيرة ولها باع طويل في العمل الامني والمخابراتي؛ ولكن في حالة حركة حماس الأمر مختلف فهي حالة ثورية بمختلف أجهزتها ومقاومة في نفس الوقت سواء كان السياسي أو الأمني أو العسكري، فكل هذه المكونات تكمل بعضها البعض في تناغم وتنسيق عال جدا يصعب أن يجد الباحث عن ثغرة بينها.

زيارة الوفد الأمني للقاهرة جاءت بترتيب وموافقة من المستوى السياسي الذي وضع الوفد في كل مجريات اللقاء الاخير لأن اللقاءات السابقة هو في صورتها، كما أن هذا الوفد أحيط بكل ما تريده الحركة كاستراتيجية متفق عليها في كافة القضايا.

نرجو أن تتكلل زيارة الوفد الأمني بالنجاح ويقتنع الجانب المصري أن لا فرق بين أي مستوى في حركة حماس وأن القرار واحد والموقف واحد والجميع من بوتقة واحدة، أن يبدأ الجانب المصري بتغيير المواقف بما يحقق مصالح الشعبين.

الأيام القادمة مأمول فيها أن تحمل خيرا لقطاع غزة بعد أن يتم تغيير المواقف من قبل مصر وأن تتعاون حماس بما يحقق مصلحة الفلسطينيين دون الانتقاص من مصالح الشعب المصري وذلك في كافة المواقف والقضايا وفق المبادئ التي تؤكد عليها حماس دوما وعلى رأسها عدم التدخل في شئون الدول العربية وعلى رأسها مصر، وأن يحترم الآخرون خصوصية القضية الفلسطينية وألا تكون مصالحهم مبنية على حساب ومصالح وحقوق الشعب الفلسطينية، كما لا بد من احترام خصوصية حركة حماس كحركة مقاومة. 

اخبار ذات صلة