قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل إخفاقات نتنياهو.. (إسرائيل) تعاني أزمة قيادة

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

الرسالة نت-لميس الهمص

تعيش دولة الاحتلال أزمة قيادة لم تشهدها منذ قيامها، ومع الحديث عن ملفات فساد وإخفاقات سياسية وإدارية تحيط برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يبدو الحديث عن بدائل أمام الناخب (الإسرائيلي) أمرا صعبا.

غياب القيادات التاريخية المؤسسة وانتقال الحكم إلى الجيل الثاني "ايهود باراك وايهود اولمرت ونتنياهو" أضعف من قدرات الاحتلال، خاصة أنهم لم يستطيعوا ترك أي بصمة في تاريخ (إسرائيل) الحديث، حيث توجه لهم اتهامات تتمثل بالتردد وضعف القيادة والتطرف الذي أودى بسمعة الدولة وجعلها منتقدة في الكثير من المحافل الدولية.

المؤرخ ومحلل الشأن الإسرائيلي الدكتور جمال عمرو اعتبر أن من يقرأ خارطة ونوعية القيادات يجد أن ما ينقصها ليس الكم كون المجتمع (الإسرائيلي) متعلما ومثقفا بل نوعية تلك القيادات التي تتحول من سيء لأسوأ.

ويرى أن النوع الذي أسس الاحتلال انقرض بموت شمعون بيريس والذي يعد آخر القيادات التاريخية، مشيرا إلى أن من حل محلهم هم قيادات (داعشية يهودية) ليس لديهم حكمة، مشيرا إلى أن بيريس كان يرتكب المجازر لكن نجح في جعل العالم يصفق له.

وبحسب عمرو فإن مجتمع الاحتلال الحالي ليس فيه رجل رشيد فهو فاقد لعقله، وفي نموذج عن قيادات الاحتلال الحالية يذكر عمرو أن ليبرمان كمثال كان يعمل بالأساس على مدخل أحد البارات لذا هو أرعن وغير متوازن، قائلا: نحن أمام (إسرائيل) جديدة ليست تلك التي تعودنا عليها.

القيادات التاريخية على إرهابها إلا أنها كانت حكيمة ومتوازنة، تحسن التصرف ولديها من الخبرة العسكرية ما يؤهلها لقيادة العديد من الانتصارات التي انتهت بانتهاء عصرهم.

تلك الرؤية جملها مائير دغان رئيس جهاز الموساد السابق والذي اعتبر في تصريح سابق أن الكيان يعيش أزمة قيادة هي الأكثر خطورة منذ "قيام الدولة"، داعيًا إلى انتخاب قيادة أكثر شجاعة لاتخاذ قرارات حاسمة بعد ست سنوات من الإخفاقات المتتالية.

نتنياهو الذي بقي في موقع رئاسة الوزراء المدة الأطول في تاريخ (إسرائيل) منذ نشأتها وحتى بعد الفضائح وملفات الفساد قد يكون ليس من مصلحة اليمين الاسرائيلي تقويض حكومته لغياب البدائل في حالة إقصائه.

وفي السياق يرى محلل الشؤون الإسرائيلية الدكتور عدنان أبو عامر أن الحقبة ما بعد أريئيل شارون شكلت مرحلة فارقة وهي بداية صفحة جديدة من الزعامة في (إسرائيل) انتهى فيها عصر الملوك والجنرالات.

ولفت إلى أن حقبة نتنياهو تلقي بآثار سلبية على واقع الزعامات في الاحتلال وتفسح الحديث عن بدائل محتملة. وفي ظل الواقع الحالي ظهرت في مدينة تل أبيب نهاية العام المنصرم وفي مدن كبيرة أخرى في (إسرائيل)، لافتات تدعو رئيس الحكومة السابق، إيهود باراك، للعودة إلى السياسة لإنقاذ (إسرائيل) من الدمار الذي يلحقه نتنياهو بها.

إلا أن باراك، رغم فهمه بقضايا الأمن وسجله الحافل بالإنجازات السياسية والأمنية، لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الشعب الإسرائيلي والأحزاب اليسارية، خاصة إنه كان من دمر "حزب العمل" في أعقاب انفصاله عنه عام 2012، وإقامة حزب منفصل يسمح له الانضمام لحكومة نتنياهو.

فيما يرى المؤرخ عمرو أن الحرب الأخيرة الفاشلة عرت تلك القيادة وأظهرت حالة من التخبط، وعندما يسقط نتنياهو ستكثر سكاكينه لأنه ليس لديه علم عسكري وكان يعطي توجيهات خاطئة خلال الحرب وكذب على شعبه.

لكن في المقابل يرى أبو عامر أن الحديث عن بدائل قد يبدو صعبا لكن الأنظمة الديموقراطية لا تعجر عن ايجادها حتى لو لم تكن بالكفاءة المطلوبة، مشيرا إلى أن الموجودة أقل خبرة لكنها أكثر تطرفا ومن يحددها هو صندوق الاقتراع. 

البث المباشر