تعتبر كنيسة "المسكوبية" المعلم المسيحي الوحيد المقام على منطقة الجلدة غربي الخليل جنوب الضفة المحتلة، تحديدًا في منطقة تسمى "مضيفة الروم الأرثوذكس".
وتفيد الروايات التاريخية أن الكنيسة بنيت على أيدي الروس عام 1871م، وأنه عندما اندلعت ثورة أكتوبر الاشتراكية بقيادة لينين عام 1917 انشقّت الكنيسة وسمي المنشقون بـ (البيض)، أما الكنيسة التي بقيت في الاتحاد السوفيتي فسمي أتباعها بـ (الحمر).
وتوزَّعت أملاك الكنيسة الروسية، على الأقل في فلسطين، بين الطرفين، وسيطر الأرثوذكس الروس (البيض) على كنيسة الخليل (المسكوبية).
واسترجعت روسيا ملكية هذه الكنيسة بمساعدة الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1997، بعد زيارة إلى فلسطين قام به بطريرك روسيا (الكسي الثاني)، الذي كان يمثل الكنيسة الروسية الرسمية آنذاك، والتي عرفت بالكنيسة الحمراء.
وبعد الزيارة تدخّلت السلطة لإخلاء الرهبان المنشقين (البيض) من داخل الكنيسة؛ لتسليمها إلى الرهبان الحمر، وحينها رفض أحد الرهبان -ويدعى اسكندر-مغادرتها، وفضل البقاء مع الرهبان الحمر الجدد.
ويعيش الآن في الكنيسة ثلاثة رهبان، ويتجولون بلباسهم وزيهم في مدينة الخليل، ويحظون باحترام وتقدير المواطنين فيها.
وتبلغ مساحة الكنيسة 600 مترًا مربعًا مبنيَّة من الحجر على أرض مساحتها 70 دونماً، واتخذت في مخططها شكل الصليب.
تسمية الكنيسة
وأخذت تسمية دير المسكوبية نسبة إلى العاصمة الروسية موسكو، فمعنى المسكوبية هم النصارى الروس الذين أتو إلى فلسطين عام 1868م، وفق موسوعة ويكيبيديا، والدير من أهم المعالم الأثرية التي تعود ملكيتها إلى روسيا في منطقة الضفة الغربية.
وتمتاز الكنيسة بقبابها الذهبية وجدرانها العتيقة، التي تقف شامخة على احدى تلال مدينة الخليل لـمدة أكثر من 130 عاماً.
ويزور الكنيسة آلاف السياح ليتباركوا من شجرة بلوط يقدر عمرها بحوالي 4,500 عام، بالقرب من الكنيسة الروسية، حيث يعتقدون "أن النبي إبراهيم وزوجته استظلا بها، وأن الملائكة بشرت إبراهيم بقدوم مولوده إسحاق حين كان تحتها".
وقد شكَّلت الكنيسة نافذة لعلاقة إيجابية بين الشعب الفلسطيني والسلطة مع روسيا، من خلال حفاظ الفلسطينيين على معالمها، واحترامهم هذا المعلم الروسي المسيحي الموجود منذ مئات السنين داخل الخليل، دون أي مساس بها، في وقت حولت فيه (إسرائيل) كنيسا روسيا مماثلا لمركز تحقيق يعتقل به الفلسطينيون، ويتعرضون لعمليات تعذيب قاسية.