أمن السلطة ينتحل اسم جيش الاحتلال باقتحامات الضفة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة نت-محمد العرابيد

"تكسير الأبواب، وتخريب محتويات المنزل، والاعتداء على أهل البيت، وحجزهم بغرف ضيقة، ونبش الملابس"، هذه الأفعال تمارسها أجهزة أمن السلطة في الضفة بشكل شبه يومي عند اقتحامها منازل المواطنين لاعتقال أحد أفرادها على خلفية سياسية.

والمتابع لمجريات انتهاكات السلطة ضد المواطنين والتي تدور في الضفة، يدرك جيدًا أن أفعالها تشابه تمامًا ما يقوم به جيش الاحتلال خلال اقتحامه المدن للبحث عن المقاومين، حيث تعتدي على الفلسطينيين وتعيث فسادًا في منازلهم، ناهيك عن عزل أفراد العائلة بغرف صغيرة.

اعتقال باسم الاحتلال

تروي عائلة فلسطينية من مدينة الخليل تفاصيل اعتقال أجهزة أمن السلطة ابنهم الطالب الجامعي والذي يبلغ من العمر (23 عامًا) خلال حملة أمنية طالت المدينة الأسبوع الماضي، حيث أوضح أحد أفراد العائلة التي تتحفظ "الرسالة نت" على ذكر اسمها لتفادي الملاحقة الأمنية لأفرادها، وتشديد العقوبات على ابنها القابع في سجون جهاز الأمن الوقائي في الخليل، أن عناصر الأمن داهموا منزلهم في منتصف ليل يوم السبت الماضي، وذلك لاعتقال شقيقه.

وقال:" في منتصف الليل طرق أفراد أمن السلطة باب منزلنا الخارجي، فسأل أحد أفراد العائلة من الذي يطرق على الباب، فرد أحد عناصر السلطة بقوله: نحن الجيش الإسرائيلي ونريد تفتيش المنزل".

وأضاف:" سريعا أخبرت العائلة بأن جيش الاحتلال يريد تفتيش المنزل، حتى يتنسى للنساء ارتداء ملابسهن، والجلوس في غرفة واحدة، كما نفعل في كل مرة يقتحم الجيش منزلنا".

وتابع:" ولكن عندما فتحت باب المنزل تفاجأنا بأن أجهزة أمن السلطة هي من تريد اقتحام المنزل، وليس جيش الاحتلال كما ذكر أحدهم عند طرق الباب. وأوضح أن عناصر أمن السلطة دخلوا المنزل وعاثوا به فسادا وخرابا؛ وذلك بحثا عن أموال وسلاح يستخدمه شقيقي في أعمال تخل بأمن المدينة حسب مزاعم أفراد الأمن.

وأشار أحد أفراد العائلة أن أجهزة أمن السلطة بعد ثلاث ساعات من البحث داخل المنزل والعبث به اعتقلت شقيقه، بذريعة تخطيطه لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين في مدينة الخليل.

وختم حديثه قائلاً:" عار على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أن تلجأ لاقتحام منازل المواطنين في الضفة واعتقال الشبان الذي يتصدون للمستوطنين وممارسات الجيش (الإسرائيلي) باسم الاحتلال".

وخلال الأسبوع الماضي شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات شرسة طالت عناصر وكوادر من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في الضفة المحتلة؛ وذلك بذريعة تخطيطهم لتنفيذ عمليات مقاومة ضد جيش الاحتلال، إضافة إلى مزاعم أخرى.

  أفعال مشابهة للاحتلال

ومؤخرا، اقتحمت أجهز السلطة منزل الأسير منصور مصطفى بني عودة في بلدة طمون بمحافظة طوباس، وعاثت في المنزل فسادا وخرابا، واعتقلت الأسير المحرر بلال، الذي ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي.

والدة المعتقل السياسي في سجون السلطة بلال بني عودة، تروي تفاصيل انتهاكات الأجهزة الأمنية البشعة خلال اقتحامها للمنزل يوم الخميس الماضي، قائلة:" اقتحم عناصر السلطة المنزل عند المغرب بينما كان أفراد العائلة يعدون إفطارا للصائمين".

وأضافت والدة المعتقل في حديث لـ"الرسالة نت":" أن أفراد أجهزة الأمن بعد اقتحامهم للمنزل طلبوا من أفراد العائلة الجلوس في غرفة صغيرة، ليتسنى لهم البحث في محتويات المنزل، لكنها رفضت قرارهم ورافقتهم".

وأوضحت أنه "بعد وضع أفراد العائلة في غرفة صغيرة، بدأ عناصر أمن السلطة البحث في جميع محتويات المنزل، وعاثوا به فساداً وخراباً". وتابعت:" لم تسلم ملابسنا ولا حتى أواني الطعام، ولا شيء في المنزل من التفتيش وبحثهم عن المتفجرات حسب مزاعمهم".

وقالت "حتى الطعام الذي أعددته للإفطار لم يسلم من عبثهم، حيث أقدمت مجندة من عناصر السلطة على البحث داخل وعاء الطعام، وكذلك تجرأوا على إخراج ملابس النساء من الغسالة والبحث داخلها".

وبينت والدة المعتقل أنه بعد ساعتين من التفتيش داخل المنزل وتخريب محتوياته، لم يجد عناصر السلطة أي شيء متعلق بالمتفجرات المزعومة، مشيرة إلى أنها أقدمت على توزيع الحلويات للمواطنين ابتهاجا بفشل عناصر السلطة.

وذكرت أن عناصر أجهزة السلطة اعتدوا عليها وعلى أفراد العائلة بـالألفاظ النائية، وأنها أصيبت بالأغماء مرات عديدة إثر الاعتداءات وانتهاكات عناصر الأمن على العائلة وتخربيهم محتويات المنزل.

وقالت والدة المعتقل إن الأفعال التي قامت بها أجهزة السلطة، تشابه تماما ما فعله جيش الاحتلال خلال اقتحامهم للمنزل قبل عام، حيث عاث بالمنزل فسادا وخرابا، وعزلهم في غرف صغيرة.

أمر خطير

بدورها، استنكرت حركة الجهاد الإسلامي خلال وقفة احتجاجية بمدينة غزة، اعتقال أجهزة أمن السلطة عددًا من أبنائها، مشيرةً إلى أنهم يعتقلون أبناءها باسم جيش الاحتلال، عادةً الأمر بـ"الخطير".

وقال القيادي في الحركة خضر حبيب أنه "للأسف تأتي الأجهزة الأمنية لتمارس الاعتقالات السياسية في جنح الظلام، يدقون الأبواب، وعندما يسأل أهل البيت من بالخارج يردون: الجيش الإسرائيلي، وهذا أمر خطير".

وحذر حبيب أجهزة السلطة من ممارسة هذا الدور وتبوؤ هذه المكانة، وقال: "ربما ينتج عن ذلك أن يقوم المجاهد بتصرف آخر ويطلق النيران". وأضاف "نحن حافظنا على طهارة سلاحنا وأيدينا طوال هذه الفترة، وسنحرص على طهارة السلاح والأيدي؛ وبنادقنا موجهة فقط للاحتلال الإسرائيلي".

أما النائب عن حركة حماس في مدينة طولكرم فتحي القرعاوي، فعلق على موضوع انتهاكات أفراد السلطة ضد المواطنين قائلاً:" من العار على أجهزة وجدت لتحمي الفلسطينيين أن تعتقل أبناء شعبها باسم الاحتلال".

وأضاف القرعاوي لـ"الرسالة نت" "من الواضح أن أجهزة السلطة تصر على ممارسة دورها الوظيفي في حماية أمن الاحتلال عبر تصعيد اعتقالاتها بحق نشطاء المقاومة في الضفة".

ممارسات أجهزة أمن السلطة واعتداءاتهم اليومية على الموطنين لم تقتصر على هاتين العائلتين فقط، بل يوجد العشرات من العائلات الفلسطينية تتعرض لأبشع الاعتداءات، لكن سياسة تكميم الأفواه التي تمارسها السلطة على الصحفيين وأهالي المعتقلين تمنع هذه الروايات من أن تظهر لوسائل الإعلام.

البث المباشر