قائمة الموقع

حريق "آل قرقز"..كارثة ثمنها التشريد

2010-06-20T09:00:00+03:00

الرسالة نت-كمال عليان:

جدران توشحت بالسواد، وأسقف انهارت من شدة النيران، وأسلاك كهربائية ذابت من شدة لهيبها، وسيول من الوقود انتشرت حول ما كان يسمى بيتاً.

من يتجول في مكان الكارثة يشاهد بأم عينه ألسنة النيران تشتعل من الجدران جراء تشبعها من السولار، واحتراق الأشجار علاوة على سيول السولار التي وصلت إلى حوالي 500 متر بعيدا عن البيت المحروق.

لم يكن هذا المشهد من نسج الخيال، أو مقطعا من فيلم رعب جديد لم ينزل إلى الأسواق بعد، إنما هو مشهد حقيقي حدث السبت في منزل المواطن روحي نصر "قرقز" في منطقة جباليا النزلة شمال القطاع.

تفاصيل حادث

وقف المواطن أبو فادي قرقز في العقد الرابع من عمره  بجانب بيته المتفحم متحسرا على ما آلت إليه أملاكه بعد احتراق بيته، وخسارة تقدر بعشرات آلاف الدنانير.

وفي تفاصيل الحادث المؤسف قال: اندلعت النيران في الساعة الحادية عشرة صباحا، وسرعان ما انتشرت بكثافة، ومما زاد في سرعتها وجود النايلون بالقرب من السولار المشتعل، الذي تعرض للذوبان.

سرعة النيران ووجود مواد قابلة للاشتعال في المنطقة، أسهم في رفع حصيلة الأضرار في ممتلكات المواطنين هناك. لكن شهود عيان التقت بهم "الرسالة" في مكان الحادث أضافوا عاملاً آخر وهو تأخر وصول سيارات النجدة والإطفاء إلى موقع الحادث.

ويضيف أبو فادي  بروح ألهبتها الفاجعة :" اعمل تاجرا في النايلون والسولار منذ فترة طويلة لكي أكسب رزقي منها ولم أكن أتوقع أن تحدث هذه الكارثة"، مبينا أن سبب اندلاع النيران هو ارتفاع درجة حرارة الجو.

أطرق أبو فادي برأسه وصمت هنيهة ثم أكمل :" الحمد لله على هذا الحال وعلى كل حال "في المال ولا في العيال"، متمنيا أن يتم مساعدته في محنته.

حضور رسمي

وبعد ساعات من اندلاع الحريق وتوسعه, شهد المكان حضوراً رسمياً كبيراً من وزير  الداخلية والأمن الوطني فتحي حماد الذي واسى أهالي عائلة "قرقز" على هذه الكارثة.

وتوجه عدد كبير من المسئولين الحكوميين، وأعضاء المجلس التشريعي، وكذلك رئاسة بلديتي جباليا النزلة وغزة إلى موقع الحادث، في وقت ينتظر معه أن يشهد هذا الحادث تغييرا في قواعد السلامة التي قد يتبعها جهاز الدفاع المدني ووزارة الداخلية على خلفية تكرار مثل هذه الحوادث في الآونة الأخيرة، علما أن حادثا مماثلا قد وقع في شهر مارس آذار الماضي في مدينة غزة، إلا أن خسائره كانت أقل بكثير.

وذكر بيان لجهاز الدفاع المدني أن البيت كان يحتوي على خمسة عشر ألف لتر من السولار والبنزين سريعي الاشتعال، وكميات كبيرة من النايلون.

وتسبب الحريق في حرق التمديدات الكهربائية ليلامس مدرسة جباليا النزلة الثانوية، الأمر الذي أثار ذعر المواطنين والطلاب الذين كانوا يقدمون امتحانات الثانوية العامة في المدرسة المجاورة.

الإطفائي عبد الرحمن أكد بأن الحريق ألحق أضراراً كبيرة بالبيت الذي كان يحتوي على خزانات الوقود، بالإضافة إلى أكثر من ثمانية بيوت مجاورة، نتيجة سيول السولار التي انتشرت في المنطقة بأكملها.

لا إصابات

وبدوره أكد مدير عام الإسعاف والطوارئ معاوية حسنين لـ"الرسالة نت" أن طواقم الإسعاف والطوارئ تمكنت من إخلاء الشقق المحترقة من السكان، ولم تسجل حالات اختناق أو إصابات.

من جهتهم أكد شهود العيان "أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها حريق في المكان ذاته ولكنها المرة الأولى التي يكون فيها الحريق بهذا الحجم! والحمد لله لم تسجل إصابات".

وعمل العشرات من رجال الإطفاء لمحاصرة النيران التي امتدت على مساحة مئات الأمتار لتأتي على مئات الأطنان من المواد وعشرات الآلات, حيث فتحت ثغرات في الجدران ونفذ الاطفائيون بصعوبة لقلب الحريق لإخماده.

 

اخبار ذات صلة