قائمة الموقع

مقال: عباس ماذا بقي لك وماذا تريد؟

2017-02-09T07:51:43+02:00
مصطفى الصواف

جلس محمود عباس في مقهى على دوار المنار وسط مدينة رام الله وبين يديه وردة حمراء كان قد قطفها من حديقة منزله، وجلس في المقهى وسط ذهول من المارة وجلساء المقهى والعاملين وكأن على رؤوسهم الطير وسؤال يلوح في الأفق ما الذي جاء به إلى هنا؟ ولماذا يحمل بين يديه وردة وحمراء اللون، وما هي إلا دقائق حتى بدأ عباس ينزع أوراق الوردة واحدة تلو الاخرى وهو يقول: شرعي، غير شرعي، حتى رن هاتفه المحمول قبل أن ينهي نزع اوراق الوردة، وهاتفه عندها رجل من المقاطعة قائلا: لقد شرعن الكنيست الاسرائيلي البؤر الاستيطانية بكل أشكالها وأنواعها وعلى أي أرض كانت حكومية، أميرية، أملاك غائبين، وحتى الاملاك الخاصة بالمواطنين، واعتبروا أن كل الاراضي في الضفة الغربية هي أراضي دولة (إسرائيل).

سكت الهاتف المحول ثم تمتم عباس ببعض الكلمات وألقى ما تبقى من الوردة الحمراء على الارض، وبدأ يجري اتصالاته، وكان أولها الاتصال بالأمين العام للأمم المتحدة: ألو سيدي الأمين العام للأمم المتحدة الحقني يا سيدي، نتنياهو سرق ارضا ما العمل؟ رد الأمين العام: عباس انت بس اليوم عرفت أن الارض سرقت، يا حبيبي أنت خلاص ما لك أرض أنت تنازلت عن صفد وصفد من فلسطين والتنازل عن الجزء بمثابة التنازل عن الكل، مع السلامة عباس.

مط عباس شفتيه ثم أجرى اتصالا آخر، ألو سيدي الأمين العام للجامعة العربية، سيدي نتنياهو شرعن كل المستوطنات وهيك سرق كل الارض، أين سنقيم الدولة، ما العمل؟ سيد عباس الجامعة العربية في إجازتها الشتوية وبعد الاجازة سندعو وزراء الخارجية العرب ونرى ما سيقررون، انتظر اربعة شهر حتى نعقد اللقاء، مع السلامة أبو مازن.

وأخذ عباس يواصل الاتصالات والجميع كان يرد الاتصال بنفس الصيغة السابقة انتظر حتى نرى ما سنقرر وآخرون قالوا له كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، وآخرهم قال له: حمدا لله على السلامة عباس، أنت اليوم فقط صحيت من النوم حبيبي، روح نام يا حلو خلاص ما في فائدة.

وما أن انتهى عباس من اتصالاته حتى نهض رجل يتحدث بغضب وقال يا ريس: انت خاطبت طوب الارض وكلهم ردوك دون فائدة ترجى منهم، ولم نسمع والجالسون أنك اتصلت بفلسطيني واحد.. لماذا يا ريس لم تفعل ذلك حتى الآن؟ حاول الاتصال فلن يحك جلدك مثل ظفرك، ماذا تنتظر؟ أين أنت ذاهب؟ هل بقي شيء من وهم السلام الذي عشت فيه كل تلك السنوات السوداء، وهل هناك أمل في الأمم المتحدة وجامعة دول عربية وزعماء وملوك العرب وغير عرب؟ حاولت أن تخدع شعبك.. وفي الحقيقة لم تخدع إلا نفسك.. متى ستعود إلى رشدك وتفيق من سكرتك وتعود إلى حضن شعبك؟ متى ستجمع بعد أن فرقت؟ متى ستصلح بعد أن أًفسدت؟ يا ريس إذا كنت لازلت على نهجك، فارحل وارقبنا من بعيد بعد أن تخلي لنا الطريق، وسترى ماذا سيكون، وحدنا ومع من يحبنا سنجيد رد الأرض ونقيم الدولة ليس على اقل من 22% كما تريد، بل ستكون الدولة كما كانت وسنطرد الغاصبين.. عباس ماذا تريد؟ اذهب، غادرنا، وخلّ بيننا وبين يهود.

اخبار ذات صلة