قالت قيادة عمليات بغداد إن أحد منتسبيها قتل وجرح سبعة آخرون خلال فض الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة اليوم. وأفادت الأنباء بمقتل أحد المتظاهرين وجرح عشرة على الأقل.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأمم المتحدة إلى التدخل فورا لإنقاذ "المتظاهرين السلميين".
جاءت الدعوة، بينما قالت مصادر إن قوات الأمن أطلقت النار والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في ساحة التحرير، ومنعتهم من الوصول إلى المنطقة الخضراء.
وقع ذلك عندما بدأ عشرات الآلاف من العراقيين معظمهم من أتباع التيار الصدري التقدم نحو المنطقة الخضراء للمطالبة بمحاربة الفساد وتغيير المفوضية العليا للانتخابات. من جهته، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الهدوء.
وردد المتظاهرون الذين توافدوا من محافظات ومناطق عدة شعارات تطالب بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها وأعضائها، مؤكدين أنها أسست على مبدأ المحاصصة الحزبية والطائفية، وأنها غير نزيهة. كما طالب المتظاهرون بمحاربة الفساد ومحاسبة رموزه.
وجاءت المظاهرات استكمالا لدعوة اللجنة المركزية المشرفة على الاحتجاجات التي أطلقتها الأربعاء الماضي. تلك الدعوة سبقتها تصريحات للصدر تطالب العبادي بتغيير يشمل القائمين على المفوضية وقانونها.
وتعود مطالب التغيير -وفقا للمحتجين- إلى عدم مهنية المفوضية منذ لحظة تشكيلها عام 2007.
وإلى جانب المشاركة الغالبة للتيار الصدري في المظاهرات، فقد شارك برلمانيون وقادة كتل برلمانية أبرزهم إياد علاوي زعيم القائمة الوطنية نائب رئيس الجمهورية، إلى جانب تيارات مدنية غير مسيسة، وجهوا اتهامات للمفوضية بالتلاعب بنتائج الانتخابات السابقة.
وتماشت هذه الدعوة مع طروحات بعض الكتل السنية التي تشهد بعض محافظاتها حالة من النزوح والمعارك المستمرة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعكس هذه المظاهرات بتوقيتها ومطالبها جانبا من المشهد السياسي المعقد حاليا. فمفوضية الانتخابات ذاتها دعت إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية القادمة المقرر عقدها في أبريل/نيسان القادم وما يسبقها من انتخابات مجالس المحافظات نظرا لما تشهده البلاد من عجز مالي.
وتعليقا على مظاهرات اليوم، قال الكاتب والباحث السياسي العراقي د. لقاء مكي إن الصدر أمر أتباعه بالانسحاب من ساحة التحرير، بعد سقوط ضحايا بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الأمن.
وأضاف د. مكي أنه رغم أن رئيس الوزراء اعتبر المظاهرات شرعية، فمازال من غير المعروف سبب استخدام قوات الأمن الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
وفي اتصال مع الجزيرة، اعتبر النائب عن التيار الصدري إياد الشمري أن تصعيد الاحتجاجات اليوم جاء بهدف تغير الهيئة المفوضية المستقلة للانتخابات، والهدف الثاني تغير قانون الانتخابات.
وقال الشمري إن المتظاهرين كانوا يرفعون العلم العراقي وينادون لـ العراق فقط، وشارك متظاهرون من مختلف المناطق والتوجهات والتيارات سعيا للإصلاح. ونفى الشمري وجود أي خلاف داخل التحالف الحاكم.