قائمة الموقع

4 أسباب تدفع ترامب للتراجع عن نقل السفارة للقدس

2017-02-14T07:52:25+02:00
السفارة الأمريكية في "تل أبيب"
الرسالة نت- محمد عطا الله

سريعاً، تراجع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عن نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة، في خطوة مغايرة لتصريحاته التي توعد بها قبل توليه الإدارة الأمريكية.

ولم يمض خمسة وعشرين يوماً على دخول ترامب البيت الأبيض حتى بدأ التغيير يطرأ على مواقفه السابقة، الأمر الذي يدلل على إدراك الرجل للمخاطر التي ستنجم عن قرارته المتهورة والتي كان يطلقها في إطار دعايته الانتخابية.

وفي قراءة أسباب التراجع عن هذا القرار يمكن القول إن أربعة أسباب دفعت الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ترامب إلى  التراجع عنه، وتغيير مواقفه تجاه السياسة الجديدة التي كان ينوي التعامل فيها مع قضايا الشرق الأوسط.

وتكمن أولى الأسباب وأبرزها في تراجع ترامب عن نقل السفارة للقدس في خشيته من إسقاط المحكمة العليا الأمريكية هذا القرار، على ضوء إسقاطها لقراره السابق والذي أعاد فيه فرض قيود على سفر المواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.

وهنا يتخوف الرئيس الجديد من إخفاق ثانٍ يتسبب له بإحراج ويضعه في مأزق؛ في ظل تواصل المظاهرات المناهضة لقراراته وسياسته في عدد من المدن الأمريكية، الأمر الذي دفعه إلى التراجع عن هذا القرار.

وكان ترامب قد أصدر نهاية أول أسبوع في منصبه، قرارًا تنفيذيًا يحظر سفر سبع دول إسلامية من بينها ليبيا إلى الولايات المتحدة، وأثار القرار موجة من الاحتجاجات والاضطراب، شملت إيقاف مسافرين عند الحدود الأمريكية.

ويتمثل السبب الثاني في الضغوط العربية والإسلامية والتحذيرات المستمرة من تبعات هذا القرار، وتؤكد ذلك صحيفة معاريف العبرية والتي قالت إن تراجع ترامب عن نقل السفارة جاء نتيجة ضغوط عربية ومن باب تحسين العلاقات مع العالم العربي، واستجابة لطلب العاهل الأردني عبد الله الثاني والحكومة المصرية بضرورة عدم نقل السفارة إلى القدس.

ويتجسد السبب الثالث في خشية الإدارة الأمريكية من اشتعال الأوضاع في الشرق الأوسط عقب نقل سفارتها للقدس، لا سيما وأنها تدرك أن هذا القرار سيفجر المنطقة برمتها في الوقت الذي سيبذل فيه ترامب جهودًا كبيرة لمحاولة دفع عملية السلام بين الجانب الفلسطيني و"الإسرائيلي".

وكانت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية قد حذرت في وقت سابق من أن نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس "سيشعل حريقًا في المنطقة"، وفي الوقت ذاته فإن أوساط أمنية في الولايات المتحدة حذرت من استهداف مصالح أمريكا في مختلف دول العالم حال نفُذ هذا القرار.

ويكمن السبب الرابع والأخير في تراجع ترامب لعدم مواءمة الظروف في "إسرائيل" نتيجة تهم الفساد التي يواجهها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والخشية من انقلاب الطاولة عليه نتيجة ما سيترتب على هذا الإجراء من تدهور للأوضاع الأمنية في الضفة المحتلة والقدس، والتي قد تصل إلى إسقاط الحكومة.

وكانت وسائل الاعلام العبرية قد كشفت سابقًا عن وجود خشية من الحكومة "الإسرائيلية" من النتائج المترتبة على نقل السفارة الأمريكية للقدس، فيما أعطيت الأوامر لأجهزة أمن الاحتلال لوضع السيناريوات المفترضة في حال أقدم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على نقل سفارة بلاده للقدس.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن أن تراجع ترامب كان متوقعًا، مرجعًا ذلك إلى أن تلك التصريحات كانت قبل توليه لرئاسة البيت الأبيض، كونه من الطبيعي أن تكون موقفه مغايرة بعد توليه الحكم وقراءته للموقف العربي والإسلامي.

ويؤكد محيسن في حديثه لـ"الرسالة نت" أن ترامب لا يريد أن يفتح أكثر من جبهة على نفسه، لا سيما وأنه يواجه معارضة داخلية لقرار منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإبطال المحكمة العليا له، حيث يخشى الفشل مرتين في بداية عهد إدارته.

وأوضح أن ترامب يحاول الحفاظ على استقراره السياسي وسيعمل على فتح هذا الملف مرة أخرى عندما يضمن نجاحه دون إثارة حفيظة العالم الإسلامي عليه.

ويتفق المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر مع سابقه، مبينًا أن نقل السفارة سيحسم موضوع الصراع العربي "الإسرائيلي" ويبطل عملية السلام بشكل أساسي وهو ما دفع ترامب وغيره من الرؤساء السابقين إلى تجنب هذا الملف.

وأوضح أبو عامر لـ"الرسالة نت" أن الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي غير معنية في زيادة حالة التوتر في المنطقة، لا سيما وأنها تعمل على مكافحة التطرف، ونقل السفارة بحسب اعتقادها سيزيد التطرف وهي في غنى عن إقحام نفسها في صراعات جديدة، على حد قوله.

ولفت إلى أن نصائح حلفاء أمريكا في الدول العربية والأوروبية وأصدقائها بأنه من الأفضل عدم نقل السفارة في هذه المرحلة، متوقعًا أن يكون ترامب اطلع على أسباب تراجع رؤساء الولايات المتحدة السابقين وحذا حذوهم.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إن الخشية من العواقب الوخيمة التي ستصاحب هذا الإجراء دفع الإدارة الأمريكية إلى التراجع عنه في الوقت الراهن.

اخبار ذات صلة