زكي: هدفنا عدم إلحاق غزة بمصر وفتح المعابر كافة
موسى: عباس في أضعف أوضاعه
أبو هلال: لا يعدو عن كونه ترس يدور في الفلك الأمريكي
خريشة: أحداث الأسطول خفض من سقف عباس السياسي
فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
يسعى رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس لاحتلال دور في الجهود الرامية لرفع الحصار عن غزة بعد فشل سلطته وأطراف دولية وعربية من تحقيق المآرب السياسية من وراء فرض الحصار وإضعاف حكم حركة حماس في قطاع غزة.
وفي الآونة الأخيرة تركزت تصريحات عباس في المطالبة برفع الحصار من خلال الدعوة لفتح "المعابر الصهيونية" المرتبطة مع غزة، في حين يتهم عباس بتجاهل كل الجهود الداعية إلى فتح معبر رفح بشكل كامل وفتح خط بحري مع غزة، وهو ما فضح مشاركته في حصار غزة وإبقائه و رغبته في عدم الانعتاق مع الكيان الصهيوني .
مبتغى عباس من الحصار
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، رد لـ"الرسالة نت" على الاتهامات الموجهة لرئيسه محمود عباس بمشاركته في الحصار وعدم رغبته في رفعه بالقول " هذا غير صحيح ولا يعبر عن مبتغى عباس في رفع الحصار كاملاً عن غزة "، زاعماً أن هدف عباس هو عدم إلحاق غزة بمصر بحيث لا يقتصر رفع الحصار على فتح معبر رفح فقط وإنما بفتح كافة المعابر من أجل تحقيق التواصل بين الضفة والقطاع .
وأشار إلى أنهم في اللجنتين التنفيذية والمركزية لحركة فتح اجتمعوا لبحث تداعيات مجزرة أسطول الحرية فوجدوا أن عباس استبقهم باتصالاته المختلفة وعمل كل ما يمكن عمله انتصاراً لقافلة أسطول الحرية، معتبراً أن ماحدث في أسطول الحرية وَحَدَ العالم بتضامنه مع الشعب الفلسطيني الأمر الذي يحتم علينا التوحد و إنهاء حالة الانقسام و التوحد بغض النظر كم هي التباينات و تراكمات و مشاكل، كما قال زكي.
كما دافع زكي عن موقف عباس من المفاوضات، ونفى وجود أية مفاوضات بين السلطة و"إسرائيل"في الوقت الراهن، مؤكداً أن المفاوضات مع الاحتلال عادت إلى المربع الأول بحكم قيادة التطرف التي تحكم "إسرائيل"، وقال "المنطقة مقبلة على مفاجآت(..) وفي اعتقادي من غير الممكن أن الوضع الفلسطيني المنقسم على نفسه والوضع العربي الذي تجاوزه اردوغان أن يفرض على إسرائيل شيئاً ".
النهج الأوسلوي
القيادي بحركة حماس النائب يحيى موسى، اعتبر أنه في ظل انتباه العالم لرفع الحصار عن غزة فقد أصبح هناك نوع من الانكشاف لحقيقة الكيان الصهيوني وكل الأطراف التي فرضت الحصار، لافتاً الى أن عباس أراد في ظل هذا الزخم العالمي المؤيد لرفع الحصار أن يُبرئ ساحته والدفع بالتهمة الملصقة به بالدعوة لرفع الحصار.
واستهجن موسى في حديثه لـ"الرسالة نت"، دعوات عباس لرفع الحصار في الوقت الذي يرفض فيه تدشين خط بحري لغزة وفتح معبر رفح بشكل كامل، معتبراً أن تمسكه بمجموعة المعابر التي تربط غزة بالكيان الصهيوني "دوران في نفس الاتفاقات التي وقعتها السلطة ضمن مشروع أوسلو ومشروع العملية السياسية الجارية إلى الآن".
وأكد أن هذا "النهج الأوسلوي" خلاف لمطالب الشعب الفلسطيني الذي يريد أن يعيش بحرية بعيداً عن الاحتلال وتحكمه في مقدراته واقتصاده.
وشكك موسى - بما قال عنها - تصريحات عباس المجتزأة التي لا تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني، لافتاً أن تصريحات رئيس السلطة ومن لف لفه أثناء الإعداد لأسطول الحرية والانطلاق إلى غزة تختلف عن التصريحات التي أعقبت الجريمة الصهيونية بحق الأسطول.
وبين أن هناك تغيرا كبيرا بين التصريحات السابقة والحالية "فكان لعباس وفريقه يطلق تصريحات واضحة تشكك بخطوات المتضامنين والتقليل من أهميتها وتصويرها على أنها تحرف الصراع عن موضوع القدس والجدار والانقسام"، مشيراً إلى أنه بعد الانكشاف الواضح في مجزرة الأسطول عادت الأطراف المشاركة في الحصار تحاول أن تفك ارتباطاتها حتى لا تكون محل اتهام ولا يكون التركيز على شراكتها في الجريمة .
وأكد موسى أن الذي كان ممكنا أن يرفع من سقف السلطة هو انتصارها الشعب الفلسطيني على العدو الصهيوني وصموده في غزة وانكسار الضغوط أمام ثبات المقاومة ، مشدداً أنه كان الأولى بعباس وفريقه أن يجازي صمود شعبه بانسحابه من العملية السياسية الجارية والتي لا أفق لها .
وشدد موسى على أن عباس لا ينطلق من قضية البحث عن شعبية فهو ينتمي إلى النُخب التي لا تحترم الجماهير ولا تنطلق من الشرعية الجماهيرية وإنما تنطلق من خلال الشرعيات المرتبطة بالقوى المتحكمة في العالم، مضيفاً ً"عباس صاحب نهج واضح.. فهو يسير في اتجاه واحد لا يخالفه ولذلك هو منسجم مع نفسه في نهج التنازل ومحاولة تسيير الأمور على حساب الشعب الفلسطيني وعدم الثبات أمام الضغوط وعدم الاعتبار لرغبات الشعب الفلسطيني ".
مشاركة في الحصار
من جهته اعتبر الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال ، أن تصريحات محمود عباس الأخيرة بما يتعلق بمطالبته برفع الحصار عن غزة " تأتي في إطار التصريحات الصهيونية التي تدعي بأنها تبحث في تخفيف الحصار عن غزة"، مشيراً إلى أن هناك رأيا عاما عالميا يتحرك باتجاه رفع الحصار الأمر الذي اضطر العدو الصهيوني وحلفاءه من الفلسطينيين والعرب بأن يحاولوا أن يركبوا نفس الموجة .
ويرى أبو هلال في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن عباس ليس جاداً في دعواته لرفع الحصار لشراكته في الحصار وتحديداً في رغبته بإبقاء معبر رفح مغلقاً تحت ذرائع الاتفاقيات، مؤكداً أن عباس ما زال يمنع دخول الكثير من المواد إلى غزة ويمنع العشرات من أصناف الأدوية عبر وزير صحته أن تصل لمرضى غزة، عوضاً عن أنه يحاصر قطاع غزة منفرداً بمنع جوازات السفر عن المواطنين .
واعتبر أبو هلال أن محمود عباس ليس بحاجة إلى أن يتحين الفرص من أجل أن يُحسن وضعه التفاوضي أو مكانته بالنسبة للإسرائيليين والأمريكان قائلاً "عباس لا يعدو عن كونه ترس يدور في الفلك الأمريكي.. فهو وكيل سياسي للإدارة الأمريكية ووكيل أمني للاحتلال الصهيوني ولا يمكن لهذا الوكيل أن يغرد خارج السرب".
وأكد أن الشهادات الإسرائيلية تؤكد أنها أصلاً تحاصر غزة وتضغط المقاومة لصالح تمكين عباس المنتهية ولايته، وقال:"عباس المستفيد من الحصار كما الاحتلال الصهيوني ..ولذلك لا أثق في أي دعوة يوجهها عباس لرفع الحصار إلا إذا كانت ذر للرماد في العيون وللتغطية والتعمية على مشاركته في الحصار "، مضيفاً:"عباس يدرك أن الموجة عالية في اتجاه رفع الحصار ولا يمكن له إلا أن يتساوق مع هذا الطرح".
سقف عباس السياسي
من جهته اعتبر النائب المستقل الدكتور حسن خريشة، أن الحراك الشكلي الذي يقوم به عباس لرفع الحصار "رسائل إعلامية حتى يظهر بالشكل والصورة أنه موجود في رفع الحصار عن غزة ولكن بالمضمون هو غير مؤهل للطلب من العالم برفع الحصار لأنه بالأساس كان جزءا من الحصار ".
وأشار خريشة في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن سلطة فتح تحاول الدخول على الخط حتى تجد لنفسها مكاناً وتمثيلاً للشعب الفلسطيني، محذراً مما قال عنها "الخطة القادمة لتجميل الحصار مرة أخرى لكي يقولوا للعالم أنه ليس هناك حصار على القطاع".
وأكد أن ما حدث مع "أسطول الحرية "خفض من سقف عباس السياسي بدرجة كبيرة ولم تشفع له ادعاءاته بأن هناك ضغوطا تركية وعربية عليه من أجل انجاز المصالحة، وقال :"الحصار حتماً سينكسر عن غزة (..) ويحاول عباس إيهام العالم بأنه يقدم بعض التنازلات الشكلية أنه مع الحوار والمصالحة".