تعدّ حركة حماس وثيقة سياسية جديدة، من المقرر أن ترى النور في الأسابيع القليلة القادمة وفق ما أعلن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.
ووفق المعلومات فإن الوثيقة تحمل مضامين الأفكار والمبادئ السياسية للحركة، وترسم ملامح علاقاتها مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
وتعدّ الوثيقة ناظمة للوسائل والأدوات العملية لتنفيذ رؤية الحركة، بحسب قيادات مطلعة فيها.
وجاءت الوثيقة عقب نقاش طويل في حركة "حماس"، حول مضامين الميثاق ومفرداته، والتي تحتاج لتطوير يتواءم مع ظروف المرحلة السياسية، خاصة بعد دخول الحركة غمار التجربة السياسية وخوضها الانتخابات وتصدرها للمشهد السياسي الفلسطيني لاحقًا.
وأفادت مصادر قيادية في الحركة لـلرسالة، أن الوثيقة أعدتها قيادة الحركة في الخارج بمشاركة شخصيات سياسية وازنة، راعت في مفرداتها ما صدر في الميثاق، وتؤكد المصادر أن الوثيقة ليست بديلا عن الميثاق وانما هي برنامج سياسي واقعي ينظم الأدوات السياسية للحركة.
وبينت المصادر أن الوثيقة في مراحلها الأخيرة بعد اجراء عملية التعديل عليها، وستطرح للتصويت النهائي في مجالس الحركة القيادية، لتعلن مع ميلاد المكتب السياسي الجديد.
ويتألف ميثاق حركة "حماس"، الذي تجري المطالبة بتعديله، من خمسة أبواب تعرّف الحركة وأهدافها، ويطرح رؤيتها تجاه القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ومنذ انطلاقة الحركة لم تحدّث الحركة الميثاق أو تعدله بعد إقراره عبر مجلس الشورى وقيادتها الأولى بإشراف مؤسسها الشهيد أحمد ياسين.
في هذا السياق يقول رئيس المنتدى الفلسطيني في أوروبا حافظ الكرمي: إن الوثيقة ترسم ملامح العلاقة بين حركة "حماس" وبقية الأطراف الداخلية والخارجية، وتحدد معالم الصراع مع الاحتلال.
واستبعد الكرمي في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن تحتوي الوثيقة على حلول سياسية "ليس من دور المقاومة أن تقدم حلولا وعليها أن تثبت الكفاح المسلح، والأطراف الوسيطة او الاحتلال هو من يجب أن يطرح هذه المسائل السياسية".
وبيّن أن الطرح السياسي لدى "حماس" كان قائما في القبول بدولة على حدود الـ67 مع رجوع اللاجئين وتهدئة زمنية لفترة محددة، وهو طرح رفض إسرائيليا وغربيا، معتقدًا ان الحركة لا تذهب في اتجاه تبني العملية السلمية وخيار المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن ميثاق الحركة من الناحية العملية لا يعود إليه أحد، وليس أحد الوثائق التي تدرس في الحركة، موضحًا أنه وثيقة داخلية في وقت الانتفاضة وأدى دوره وقتها، لكنه ليس من أدبيات الحركة التي يتم تداولها في هذه الأيام.
من جهته، قال الدكتور يوسف رزقة، القيادي في حركة "حماس"، إن الوثيقة الجديدة التي تعتزم حركته نشرها في الوقت القريب، ستنطوي على مرونة أكثر و"أقل تأثرا في الجوانب العاطفية" من الوثيقة السابقة، مشيرا أن التطورات على الساحة الفلسطينية والإقليمية تتطلب ذلك.
وأوضح رزقة في تصريح صحفي، أن الوثيقة السابقة كتبت في حقبة بعيدة من الزمن، وهناك ظروف تبدلت وتغيرت، لذلك رأت "حماس" أنه من الضروري مراجعة مواقفها السياسية من بعض القضايا التي ذكرت بالميثاق وغيره.
وبيّن أن الوثيقة تتميز بأنها أكثر مرونة وأبعد عن الأيديولوجية.. وثيقة مرنة تأخذ بالحسبان تطورات العصر، أقل أيدلوجية وأقل تأثراً في الجوانب العاطفية الموجودة بالميثاق العام بنسبة كبيرة، وفق قوله.
من جانبه، قال رئيس معهد بيت الحكمة أحمد يوسف إن الوثيقة اعدها المكتب السياسي لـ"حماس" بالخارج بالتوافق مع الداخل، وهي عبارة عن رؤية فيها مستجدات جديدة تتعاطى مع متغيرات الزمان.
وأشار يوسف في حديثه لـ"الرسالة نت"، الى أن ميثاق الحركة صدر عام 1988م، وكتب في سياقات معينة، خلال الانتفاضة الأولى وكان وثيقة تعبوية أكثر منه – آنذاك - برنامجًا سياسيًا.
وبيّن يوسف أن الوثيقة يتوقع أن تسود فيها لغة المرونة والحديث عن الشراكة السياسية والتوافق الوطني بشكل واضح وصريح ربما أكثر من أي وقت مضى.