غزة- محمد أبو قمر
بعد انتظار طويل أمام الصراف الآلي تمكن الموظف إياد عبد الحميد من اقتناص راتبه وشهق نفسا عميقا صحبته ملامح الابتسامة التي رسمت على شفتيه عشية العيد ، بعد جولة من الأفكار التي دارت في ذهنه خشية عدم تسلمه راتبه قبل العيد.
هرول عبد الحميد مسرعا إلى المنزل واصطحب زوجته وأولاده إلى السوق لشراء كسوة وحلويات العيد ، وعاد ليستكمل حساباته الخاصة بمصروفات العيد " العيدية" .
تلقى الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من حكومة فياض لراتب كامل قبل العيد ، مقابل نصف راتب من موظفي حكومة هنية أوجد مساحة أمام الموظفين للتحرك أيام العيد وإنهاء كافة الزيارات دون أن يحملوا هم نقص المصاريف .
عاد عبد الحميد نهاية اليوم الأول من العيد إلى المنزل منهكا وبالكاد يستطيع السير على قدميه بعد يوم طويل أنهك جيبه وأخل بميزانيته ، واستلقى على الفراش ليعاود شهق نفسه من جديد ، لكن بشكل مختلف عن ذلك الذي تبع تلقيه لراتبه ، حيث كان الأول بعد ملء جيبه بالراتب ، والثاني بعد فراغها منه .
وعلى ما يبدو أن جولة الأفكار ستعود إلى ذهنه من جديد حول كيفية استكمال بقية الشهر الحالي والقادم حتى يتمكن من تلقي راتب جديد في بداية نوفمبر .
ويدور الحديث بين أوساط الموظفين عن تضررهم من تلقي الراتب كاملا قبل العيد مما دفعهم للصرف والبذخ دون حساب لما ستئول إليه أوضاعهم بعد العيد ، وكيف سيتدبرون أمورهم حتى تلقي راتب جديد بعد خمسة وأربعين يوما .
ولعل الموظفين الذين يتلقون رواتبهم من حكومة هنية أحسن حظا حيث بقي في رصيدهم نصف راتب سيتلقونه بداية الشهر القادم ، يستطيعون خلالها تدبير أمورهم حتى ولو ببعض التقشف ، لكنه بكل الأحوال "أحسن من بلاش" كما يقولون .
ومع حساب الموظفين لمرور الأيام يبقون في انتظار أن تصرف حكومتا غزة والضفة الرواتب في موعدها أو تتخذ قرارا بتقديمها لو لأيام لإسعافهم.