بقيت المياه راكدة في نهر القضية الفلسطينية سنوات عديدة، عقب انشغال المنطقة في أزماتها وحروبها الداخلية، بانتظار حجر يمكنه أن يحركها ويعيد تفعيلها من جديد.
مؤتمر "دعم الانتفاضة" الذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران، برعاية مجلس الشورى، يبدو مثيرًا للجدل في وسط إقليمي صاخب بالأحداث والتجاذبات، إلا أنه يشكل فرصة لإعادة توجيه البوصلة نحو القضية الفلسطينية.
خالد القدومي ممثل حركة حماس في طهران، قال: "إن مؤتمر دعم الانتفاضة بحث سبل استعادة دعم القضية الفلسطينية على قاعدة المقاومة ومواجهة الكيان، لا سيما في ظل اعلان الاحتلال عن مزيد من عمليات التطبيع مع بعض الدول العربية والإسلامية".
وأضاف القدومي لـ"الرسالة" أن المؤتمر شارك فيه نخبة من مؤسسات المجتمع المدني ومفكرون عرب ومسلمون ومناصرون للحق الفلسطيني، ويبحثون جميعًا سبل إعادة الحيوية للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن المؤتمر منبثق عن لجنة برلمانية في مجلس الشورى الإيراني، وبدأت الدورة الأولى فيه عام 1991م، وكان ردًا على مؤتمر مدريد للسلام، وعقد المؤتمر الخامس عام 2011م.
وأضاف أن المؤتمر يتحدث عن بوصلة دعم القضية الفلسطينية وبرنامجها المقاوم، مقابل برنامج التسوية العبثي، مشيرًا إلى أنه يبحث في إطار وحدة الأمة نحو قضيتها الجامعة، في محاولة لتوحيد الأمة وتخفيف الاحتقان الجاري فيها.
وأكدّ أن القضية الفلسطينية هي موضع رهان لدى الأمة والحديث عنها في أي قطر عربي وإسلامي لا ينبغي أن يثير حساسية لدى أحد.
من جهته، قال مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام: "إن مؤتمر "دعم الانتفاضة" هو باكورة نقاش عربي وإسلامي لتعزيز التفاهم حول القضية الفلسطينية".
وشارك في المؤتمر الدولي ممثلون عن 80 دولة عربية وإسلامية، وبحثوا سبل دعم الانتفاضة الفلسطينية.
وأوضح شيخ الإسلام لـ"الرسالة" أن حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار للمنطقة، معتبرًا أن إسرائيل هي العدو الحقيقي الذي ينبغي العمل على إزالته بكل الأدوات. وأكد ضرورة العمل على دعم الانتفاضة بكل السبل "كونها الخيار الإستراتيجي لانتزاع الاحتلال من المنطقة".
وأضاف "نحن بحاجة إلى الجلوس معًا لنناقش أزماتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنها أكبر من أي خلاف بين إيران وأي دولة أخرى في المنطقة.
وشارك قطاع غزة في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية عبر كلمة بثت بالكونفرنس، بعدما تعذر حضور الوفد الإعلامي والشبابي للمؤتمر، نظرًا لظروف إغلاق المعبر.
وتعكف طهران على عقد مؤتمر دولي لدعم الانتفاضة منذ عام 1991م، ردًا على مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد آنذاك، واستمرت في عقده وقد عقدت الدورة الخامسة عام 2011م.