قائمة الموقع

مؤتمر فلسطينيو الخارج.. حشد لدعم صمود الفلسطينيين

2017-02-23T12:38:11+02:00
صورة أرشيفية
غزة- مها شهوان

أيام قليلة وستنطلق فعاليات مؤتمر "فلسطينيو الخارج" في تركيا، ومنذ الإعلان عنه اتجهت الأنظار صوبه، وسط تساؤلات حول ما سيقدمه للقضية الفلسطينية، حيث هاجمته بعض الجهات الرسمية لاسيما منظمة التحرير، معتبرة انعقاده بعيدًا عنها "تجاوزًا وطنيًا لها".

ويأتي مؤتمر فلسطينيو الخارج، في وقت حساس، تشهد فيه القضية الفلسطينية تراجعًا ملموسًا وسط ضعف عربي عام، ويحاول المؤتمر أن يفعل حضور فلسطيني الشتات الذي يزيد عددهم عن 6 مليون فلسطيني، ويمثلون قوة حقيقية من الممكن أن تساهم بشكل كبير في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتقوية الموقف الرسمي.

إطلاق هذا المؤتمر جاء، بعد سنوات من فراغ مؤسسات منظمة التحرير بالخارج، واختزال عملها داخل فلسطين المحتلة. وبحسب القائمين عليه، فإن المؤتمر سيلعب دورًا في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية المنقسمة، ودورًا ضاغطًا لإنهاء المشكلات الداخلية، وبعد ذلك يتفرغ الجميع للفت الانتباه لأحوال اللاجئين ومعاناتهم في الخارج.

مظلة أوسلو

يقول زياد العالول الناطق الرسمي باسم المؤتمر: "يتميز مؤتمر فلسطينيو الخارج بأن هناك تنوعًا في الحضور من مختلف الدول الأوروبية والأمريكية، عدا عن اختلاف الأديان والتوجهات السياسية"، مشيرًا إلى أن المؤتمر يحاول إعطاء صبغة غير حزبية لتوحيد جميع الشرائح تحت اسم فلسطين.

وردًا على الاتهامات التي وجهت للمؤتمر بأنه ذو صبغة حزبية، يرد العالول:" من يدعي أن حركة حماس تدعم هذا المؤتمر فذلك محاولة للتشويش والتعطيل، عدا عن أن تلك التهم أعطت المؤتمر قيمة من خلال القبول لدى الشخصيات السياسية والاعتبارية المشاركة"، موضحًا أنه من المتوقع حضور خمسة آلاف شخصية من مختلف التوجهات.

وحول اعتراض منظمة التحرير الفلسطينية على إقامة المؤتمر واعتباره تجاوزًا لها، تساءل العالول قائلاً: "في الوقت الذي لم تعد حركة فتح قادرة على عقد مؤتمر للمجلس الوطني، هل يمكنها لم الشمل الخارجي تحت مظلة أوسلو؟!".

وكان البعض يرى أنه كان من الأجدر الاكتفاء بمؤتمر فلسطينيو أوروبا السنوي، لكن العالول فرق بينهما قائلًا:" فلسطينيو أوروبا يتميز بطابع اجتماعي ويعتمد على العائلات لتعزيز الهوية الفلسطينية، بينما فلسطينيو الخارج يحمل تمثيلًا أكبر والحضور من النخب في جميع الأقطار ويتميز بوجود شراكة حقيقية ومن يتولى إدارته يمثل الطيف الفلسطيني بعيدًا عن الحزبية".

وتابع: "ما يميز المؤتمر بأنه مظلة لتراكم عمل فلسطيني كبير في الخارج، يخدم القضية منذ عشر سنوات، لذا يأتي كتتويج ليشمل فلسطينيي الخارج وتوحيد المؤسسات التي تلعب دورًا في تعزيز صمود الداخل"، لافتاً إلى أن فلسطينيي الخارج هم الرئة التي يتنفس بها الداخل كون الأخير لا يمتلك القدرة على الحركة والتواصل لوجود ضغوط داخلية كالحصار والاحتلال.

وفي ذات السياق، يعلق جمال ريان الإعلامي في الجزيرة على المؤتمر، أنه حينما يزور الدول الأوروبية يجد الكفاءات الفلسطينية التي تعمل بجد لتسليط الضوء على القضية، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني في الخارج يمكنه فعل الكثير لإنعاش قضيته.

الجاليات الفلسطينية والمؤتمر

من ناحيته اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، أن الدعوة لتنظيم مؤتمر "فلسطينيو الخارج" تجاوز للممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين والمتمثل بمنظمة التحرير. ورأى مجدلاني، في تصريحات صحفية، أن هدف المؤتمر على النقيض مما ذهب إليه منظموه، وأنه يرمي إلى "إيجاد جسم بديل عن المنظمة من قبل شخصيات تتبع لحركة حماس والإخوان المسلمين في الخارج"، على حد قوله.

وأضاف "أن المؤتمر يخرج من إطار الحرص على العمل الوطني ولملمة الشتات الفلسطيني، إلى محاولة سياسية لإيجاد شرخ وانقسام كبير بين الجاليات الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "العنوان الوحيد لفلسطيني الشتات هو منظمة التحرير ودائرة شؤون المغتربين بالمنظمة".

ورغم محاولات التشويش التي تتعمدها بعض الجهات الرسمية على المؤتمر، فهناك الكثير من الداعمين له، أمثال الصحفي أحمد الشيخ الذي وجه رسالة قبل حضوره، مفادها أن المؤتمر سيفتح نافذ جديدة على العالم للفلسطينيين، وسيدعم حقوقهم الثابتة، لذا لابد من أن تلتقي النخب الفلسطينية من أجل حلم العودة الذي يحتاج إلى تكريس كل الجهود.

وتجدر الإشارة إلى أن ناشطين فلسطينيين في الخارج غردوا، على وسم #فلسطينيو_الخارج تزامنًا مع التحرك الذي دعت إليه مجموعة من الشخصيات والمؤسسات الفلسطينية لعقد "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" وتفعيل العمل الشعبي الفلسطيني بأطره النقابية والمهني كافة.

وأكد المغردون حق العودة الذي لن يسقط بالتقادم وفق قولهم، واستغرب البعض "كلام الرئيس عباس الذي قالوا إنه تنازل عن حق العودة".

واقتصر البعض في مشاركاته على عبارة "العودة حق يأبى النسيان"، بينما قال آخر"إنهم لم يولدوا في فلسطين لكن فلسطين ولدت فيهم".

اخبار ذات صلة