انشغلت الصحافة (الإسرائيلية) بقرب صدور تقرير مراقب الدولة القاضي المتقاعد يوسف شابيرا منتصف الأسبوع المقبل والخاص بمعالجة آثار وتبعات حرب غزة الأخيرة في صيف 2014، وذلك في ظل توقعات بتوجيه ملاحظات قاسية للمؤسستين العسكرية والسياسية.
وقال كبير المحللين السياسيين في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت إن رئيس هيئة الأركان (الإسرائيلي) السابق الجنرال بيني غانتس عبر عن رفضه ما جاء في تقرير لمراقب الدولة عن حرب غزة بعدما أطلع على مسودة للتقرير تم تسريبها.
وأضاف غانتس أن الجيش (الإسرائيلي) امتلك قبل اندلاع الحرب معلومات أمنية جيدة وكفيلة بأن يعتمد عليها فيما هو مقبل عليه.
وأضاف المسؤول العسكري السابق: "لا يعقل أن نبادر لحرب أو ننتصر فيها دون وجود بنية استخبارية قوية رغم عدم الوصول دائما إلى مرحلة من الكمال".
وقال غانتس إنه بفضل عمل أجهزة الاستخبارات العسكرية استطاع جيش الاحتلال المس بصورة قوية بالبنية العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتم تشويش عمل الأنفاق، وخلق حالة من الردع تجاه الحركة.
وزعم غانتس أنه كان بإمكان الجيش احتلال غزة، لكن القيادة السياسية لم تطلب ذلك، والقيادة العسكرية لم تعط الأوامر لاحتلال القطاع.
أنفاق حماس
وذكر الخبير الأمني (الإسرائيلي) في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان أن تقرير مراقب الدولة تعامل مع أنفاق حماس بغزة على أنها تهديد إستراتيجي، لكنها لم تقدم على هذا النحو أمام المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إبان الحرب.
وأضاف ميلمان أنه رغم أن التقرير لن يوجه توصيات ضد أي من السياسيين والعسكريين (الإسرائيليين) لكنه سيوجه انتقادات لدوائر صنع القرار خلال حرب غزة، وأهمها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي ورئيس الشاباك يورام كوهين ورئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين، وهو الرئيس الحالي لجهاز الموساد.
وأشار الخبير الأمني -وهو وثيق الصلة بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية- إلى أن التقرير سيوجه انتقادات حادة إلى نتنياهو ويعلون لأنهما لم يجريا نقاشات استراتيجية قبل اندلاع الحرب بشأن الوضع في غزة، وتجاهلا الضائقة الإنسانية المتفاقمة هناك، ولم يقدما للمجلس الوزاري المصغر بدائل سياسية أو خيارات إنسانية كفيلة بمنع اندلاع الحرب رغم أنهما كانا أول من حذر من تهديد الأنفاق في ديسمبر/كانون الأول 2013.
انتقادات لغانتس
ويوجه التقرير انتقادات إلى غانتس لأنه لم يقدم خططا عملياتية للتصدي لتهديد أنفاق غزة، ولم يؤهل وحدات عسكرية خاصة بسلاحي المشاة والجو عن طريق التدريبات، ولم يمتلك الجيش طريقة قتالية جديدة ضد الأنفاق.
أما كوخافي وكوهين فقد حظيا بانتقادات حادة لعدم حصول أجهزتهما على معلومات استخبارية كافية عن الأنفاق، ولأنهما لم ينجحا في تبادل معلومات الجهازين بين بعضهما البعض.
وترى الخبيرة العسكرية في صحيفة إسرائيل اليوم ليلاخ شوفال أن قرب صدور تقرير مراقب الدولة سيكون فرصة للتنبه جيدا إلى تهديد الأنفاق حتى لا تفاجأ إسرائيل بها مجددا.
وأضافت شوفال أن صدور التقرير يتزامن مع الجهود الحثيثة التي تبذلها حماس لترميم قدراتها العسكرية في غزة، خاصة سلاح الأنفاق، مما حدا برئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت إلى وصف مواجهة الأنفاق بالمهمة الأولى للجيش، إذ أجريت عمليات بحث مكثفة على حدود غزة للعثور عليها وتدميرها وإيجاد حلول تكنولوجية للتعامل معها.
وتشير الخبيرة العسكرية إلى أن حركة حماس ستعمل في الحرب القادمة على استدراج الجنود الإسرائيليين إلى داخل الأنفاق لتحقيق تفوق رغم تهديد الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة بأنه سيحولها إلى أوكار موت لمقاتلي حماس.
الجزيرة نت