قائمة الموقع

غضب وطني من تحريض "فتح" على مخيمات اللجوء بلبنان

2017-02-27T08:41:50+02:00
رسمة الفنان مجد الهسي
الرسالة نت- محمود هنية

نددت قوى وفصائل فلسطينية بتصريحات القائد العام لحركة فتح محمود عباس وعضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، والتي يحرضان من خلالها الجيش اللبناني على استباحة المخيمات الفلسطينية على غرار ما حدث في مخيم نهر البارد.

ووصفت الفصائل في تصريحات خاصة بـ"الرسالة"، خطاب عباس والأحمد بـ"الدعوات المشبوهة"، مؤكدين أن الهدف منها تصفية قضية اللجوء باعتبارها رمزًا للقضية الفلسطينية.

حركة حماس أكدّت على لسان أبو صهيب الشريف ممثل الحركة في مخيم نهر البارد، خطورة هذه التصريحات التي تأتي في سياق رغبة السلطة بحسم ملف اللاجئين الذي يعتبر من أبرز وأعقد الملفات التي تقف كعقبة في وجه مشروع التسوية.

حماس: تصريحات فتح غير بريئة وتأتي ضمن مخطط تصفوي

وقال الشريف في اتصال هاتفي مع "الرسالة": "إن هذه التصريحات تتزامن مع إجراء إحصاءات للاجئين تقوم بها الدولة اللبنانية، ما يضع شكوكًا حول وجود طبخة يحملها رئيس السلطة محمود عباس للتخلص من قضية اللجوء، لا سيما وأن الساحة اللبنانية هي الأخيرة التي تحتضن اللجوء في دول الطوق". وأضاف "التصريحات غير بريئة في توقيتها وعلى السلطة أن تكف عن التحريض".

من جهته ندد مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي بلبنان محفوظ منور، بتصريحات رئيس السلطة محمود عباس والقيادي عزام الأحمد، حول السماح للجيش اللبناني باجتياح المخيمات كما جرى بـ "نهر البارد"، واصفا إياها بـ"الدعوات المشبوهة".

وقال منور لـ"الرسالة"، في حوار ستنشر تفاصيله لاحقًا: "إن هذه التصريحات غير مسؤولة، وهي دعوات مشبوهة إلى توريط الفلسطينيين، وتخلٍ عن مسؤولياتهم في المخيمات بلبنان"، مؤكدًا أن القوى السياسية تراهن على وعي الدولة اللبنانية وعملية التنسيق المشتركة بينهما.

الجهاد: تصريحات فتح دعوات مشبوهة وتخلٍ عن الدور

وأضاف "الجيش اللبناني عندما دخل نهر البارد كان نتيجة ظرف معين، ولم يكن نتيجة تنسيق مشترك مع القوى السياسية، وترجمته على كافة المخيمات جريمة ومغالطة كبيرة". وأشار إلى أن هذه الدعوات سينتج عنها أعباء القتل والتشريد، مؤكدًا أنه لا رصيد لها في المخيمات، خاصة في ظل غياب دور السلطة فيها.

من جهته، أكدّ عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية - القيادة العامة حمزة بشتاوي، أن هذه التصريحات بحاجة إلى توضيح من حركة فتح أولاً، خصوصا أنها تتناقض كليًا مع الموقف الفلسطيني الموحد الداعي إلى إجراء حوار بين القوى السياسية والدولة اللبنانية لضبط الحالة الأمنية في المخيمات.

وقال بشتاوي لـ"الرسالة"، إنه حري بحركة فتح والسلطة أن تدافع عن حقوق اللاجئين بدلًا من التحريض عليهم، مشيرًا إلى أن اهتمامات الرئيس غير منسجمة مع قضية اللجوء، ويبدو أن لديه اهتمامات أخرى، في إشارة إلى متابعة الرئيس لبرنامج "أرب ايدول" في بيروت.

وسادت أجواء الغضب في مخيمات اللجوء بلبنان عقب زيارة عباس للبلاد، والتقائه بـعدد من المغنيين في برنامج "اراب أيدول"، وتجاهله للقاء بالقوى السياسية الفلسطينية، تزامنًا مع تحريضه على المخيمات.

القيادة العامة: تصريحات فتح تتناقض مع جوهر المطالب الفلسطينية

وفي السياق، رفض وزير الحوار الفلسطيني اللبناني حسن منيمنة تصريحات عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، التي رحب فيها بأي خطوة من الجيش اللبناني بتكرار سيناريو نهر البارد في مخيمات اللجوء في لبنان.

وقال منيمنة في اتصال هاتفي مع "الرسالة"، من بيروت، إن هذه المسألة غير واردة، وليس من صالح الدولة اللبنانية أو الجيش فعل ذلك". وأكدّ أن الحلول الأمنية والعسكرية ليست مناسبة لحل الأزمات الأمنية التي تشهدها بعض المخيمات الفلسطينية، مشيرًا إلى وجود موقف سياسي فلسطيني موحد عبرّت عنه كل الفصائل حول إدانة ورفض أي وجود للمخاطر من المخيمات تجاه الدولة اللبنانية.

وزير لبناني: الحلول العسكرية التي تنادي بها فتح لا تحل الأزمات

وأضاف "الموقف لا يحتمل لغة تصعيدية، وهناك جهد يبذل من الفصائل لحفظ الأمن في المخيمات وإن كان بحاجة إلى تعزيز". وأشار إلى وجود قرار سياسي لدى الفصائل بمواجهة التطرف في أي مخيم، والمسألة بحاجة إلى تعزيز الإمكانيات فقط، وفق رأيه.

وبين أن "التطرف ليست ظاهرة أو تحديًا كبيرًا، لكن هناك تخوف من تحوله إلى ذلك في غضون الأزمات التي تعيشها المنطقة".

اخبار ذات صلة