قائد الطوفان قائد الطوفان

مراقبون: تصعيد الاحتلال "تكتيكي" قد يفتح باب المواجهة

الرسالة نت– محمود هنية

رغم استبعاد المراقبون شن حرب مفتوحة على غزة في الوقت الراهن، إلا أن تدحرج كرة اللهب الإسرائيلية في القطاع، قد تقود لهذه الحرب إذا ما تجاوز الاحتلال نطاق المعادلة المفروضة حالياً بينه وبين المقاومة.

ووفق التقديرات السياسية للمختصين، فإن "إسرائيل" تشن عدوانها ضمن نطاق محدود ومقروء سياسيا وميدانيًا، لكنها في محاولتها رسم معادلات جديدة للصراع في القطاع، قد تقود الأمور لقراءة خاطئة في الرسائل وتدفع الأوضاع لمزيد من التدهور.

وجاء التصعيد الإسرائيلي بعد فترة زمنية اكتظت الصحف الإسرائيلية خلالها بعناوين تحمل تهديدات إسرائيلية بشن عدوان على غزة، فاتحة المجال لسؤال كبير عن إمكانية اندلاع حرب جديدة، تحديدًا في ظل وجود إدارة أمريكية متطرفة وأزمة إسرائيلية داخلية عقب تقرير "شابيرا" ومع صعود قيادة جديدة في حماس.

وبحسب المراقبون، فإن المرحلة الراهنة لا تحمل توصيفا أكبر من مسمى "التوتر" المحسوب والمقروء ميدانيًا من طرفي الاحتلال والمقاومة، غير أن هناك مخاوف بأن تنزلق الأوضاع نحو تصعيد مفتوح قد يقود لحرب إذا ما قرأت رسائل الميدان خطأ.

ما قرأته المقاومة أن ثمة معادلة إسرائيلية جديدة يسعى الاحتلال لفرضها على قطاع غزة، مستغلة ظرف البيئة السياسية الداخلية الفلسطينية والإقليمية، وتكمن في زيادة كلفة الصواريخ التي تدعي سقوطها من غزة، واتخاذها ذريعة أو ربما قناعًا لتصفية حساباتها مع المقاومة ميدانيًا واعاقتها من عملية التطور الجارية في بعض المواقع العسكرية على الحدود مع غزة.

ووفق المراقبون فإن رسم هذه المعادلة سيكون مكلفاً وباهظاً وسيقود لمواجهة مفتوحة، قد تؤدي في نهاية المطاف لحرب ستحدد بدايتها "إسرائيل" في حال أصرت على عدوانها وتصعيدها ومواصلة محاولاتها لفرض وقائع جديدة ضد المقاومة.

وأكدّت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن محاولة الاحتلال فرض معادلاته على المقاومة ستجابه بكل قوة مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

حدث تكتيكي

ويرى الدكتور رفيق أبو هاني المختص في الشأن العسكري، أن التصعيد الحالي "حدث تكتيكي" على غرار أحداث كثيرة شهدها القطاع مؤخرًا، ويأتي في سياق ما يعرف بـ"الحرب التشغيلية" الذي يهدف الاحتلال خلالها تشغيل آلياته في الرد ضمن نطاق وأهداف محددة.

ويقول أبو هاني لـ"الرسالة نت": إن "إسرائيل" تسير ضمن معادلة "أنا موجودة"، وليس ضمن معادلة الحسم أو "الحرب المفصلية" لإدراكها أن الحسم العسكري مع المقاومة بات مستحيلاً.

ويشير إلى أن الأحداث التكتيكية الجارية تسير في بؤرة محددة وغير قابلة للتوسع من كلا الطرفين، لعدم رغبتهما في التصعيد، ولكن "ربما تتدحرج إذا ما خرجت هذه الأهداف عن نطاقها من قبيل استهداف قائد للمقاومة أو مجموعة من المقاومين، وهو ما سيحدث ردًا موازيًا يقود الأوضاع نحو المواجهة المفتوحة كما جرى في العدوان الأخير على غزة".

ويوضح أن الاحتلال يضرب ضمن معلومات استخبارية تجعله متحكمًا في نوعية الأهداف بما لا يخرج عن الإطار المحدد في قصف المواقع الخاصة بالمقاومة. ولفت إلى أن الاحتلال يسعى دائما لتوصيل رسائل بأنه موجود عبر هذه الاستهدافات، لكنه ليس جاهزًا في هذا التوقيت سياسيا أو شعبيا لخوض حرب مفتوحة، وفي حال جهوزيته فلن يتردد في فعل ذلك، لهذا يستبعد أن يقدم على هذه الحرب في الفترة القريبة.

خيار المواجهة

بدوره، يؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن خيار المواجهة مكلف، لذلك يتحاشاه الاحتلال، ولهذا كان حريصًا على عدم وقوع إصابات، كي لا يفقد السيطرة على الأوضاع والدخول لمواجهة مفتوحة.

وأشار مرداوي لـ"الرسالة نت" إلى أن المقاومة حريصة على التوازن بين خوض حرب ثقيلة وبين ألا تسمح للعدو بالتجاوز والاعتداء، ولذلك إذا ما تدحرجت الأوضاع فإنها قد تذهب بحرب ولكن في المحصلة ليست في المنظور القريب، مضيفًا: "يجب أن تدرك "إسرائيل" أن قدرة الاستيعاب محدودة".

وأوضح أن الأمور قابلة للتوتر في حال قرأت الرسائل الميدانية خطأ، خاصة وأن هناك نقطة للحد الأقصى الذي يمكن للمقاومة أن تتحمله، ولكن في المحصلة إذا ما جازف الاحتلال في عدوانه، فإن ذلك سيقود لقراءة مختلفة من طرف المقاومة.

من جهته، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة، أن ما جرى هو حدث موضعي تكرر مثله عشرات الأحداث، "لكن "إسرائيل" في المحصلة ليست راغبة، ولا تملك القدرة على خوض حرب جديدة".

وأضاف عواودة لـ"الرسالة نت"، "إسرائيل لا تزال تداوي جراح الحروب السابقة، وغارقة في جدل حول الفشل الذي لازم إدارتها للحرب السابقة، عقب الكشف عن وثائق تم تسريبها من جلسات الحكومة المصغرة".

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي نفذت أكثر من 20 غارة على عدة مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في أنحاء متفرقة في القطاع، مما أدى إلى إصابة 4 مواطنين بجراح متفاوتة.

 

 

البث المباشر