معرض "أطياف فنية".. قطع فنية بأنامل صغار تجسد التشبث بالأرض

16865086_10202685346131660_5255659394365046218_n
16865086_10202685346131660_5255659394365046218_n

خانيونس- نور الدين الغلبان

شارك حوالي (30 ) فنان وفنانة صغار في معرض فني بحوالي (500) قطعة فنية، كانت نتاج دورة تدريبية استمرت على مدار ثلاثة أشهر في مجال الرسم على السيراميك والزجاج الشفاف، والرسم على الخشب الطبيعي، إلى جانب إعادة تدوير الفسيفساء.

فما ان تدخل إلى اروقة المكان حتي يشدّك جمال المشهد، وتشتم خلاله رائحة التاريخ الفلسطيني القديم الذي شارف على الاندثار، لتقف على مشاهد استلهمها مجموعة اطفال صغار تعلق بأذهانهم حبهم لوطنهم ولقضيتهم.

وأقامت جمعية الثقافة والفكر الحر اليوم الثلاثاء معرضها الفني "أطياف فنية" على أرض الكلية الجامعية للعلوم والتكنلوجيا بخانيونس.

الطفلة شهد النجار (12 عام) كانت إحدى الفتيات المشاركات بالمعرض أعربت عن سعادتها بمشاركتها الفاعلة، مبدية سعادتها بأن وجدت الحضن الذي يمكنها من خلاله ايصال رسائلها للعالم أجمع.

وقالت النجار لمراسل "الرسالة نت":" لم نكن نتوقع أن ننتج أعمال فنية بهذه الروعة"، مؤكدة ان الدورة التدريبية التي تلقتها بقسم الفن التشكيلي بمركز بناة الغد كانت رائعة وأشعرتها بالتميز.

أما الفنانة الصغيرة ميرا مطير فقد اختارت الرسم على السيراميك والزجاج الشفاف إلى جانب النقش على الخشب الطبيعي، مشيرة إلى أنها تشعر بالفخر كون العديد من أعمالها مشاركة في المعرض.

وشكرت مطير جمعية الثقافة والفكر الحر وادارته التي تعمل بجهد لتمكين الاطفال من الأدوات والقدرات والمهارات ليستطيعوا التعبير عن أنفسهم بكل حرية.

وتطمح مطير إلى إيصال صوتها لكل أطفال العالم، لتؤكد أن في هذه البقعة ما يستحق الحياة، وأن الفن نوع من أنواع المقاومة والتشبث بالأرض.

من جهته قال الفنان التشكيلي محمد أبو لحية منشط قسم الفن التشكيلي بمركز بناة الغد :" استهدفنا حوالي 30 فتى وفتاة وقمنا بتدريبهم بشكل ممنهج على كيفية الرسم على السيراميك والزجاج، والنقش على الخشب الطبيعي".

وأشار ابو لحية ان معرض "أطياف فنية" ركز بشكل أساسي على فئة الصغار، مؤكداً وجود حوالى 500 قطعة فنية داخل أرجاء وزوايا المعرض.

من جانبه أكد وكيل وزارة الثقافة أنور البرعاوي أن المعركة الآن هي معركة حضارية يتم التعبير عنها بكل الاساليب، مشيراً إلى أن أجمل وأروع أساليب التعبير يكون من خلال الفن الذي يفهمه الجميع على ظهر الأرض.

واوضح البرعاوي في حديثه لمراسل "الرسالة نت" أن في هذا المعرض إشارة مهمة جداً للعناية وتنمية وتوجيه الجيل نحو الاهتمام بالفن ورعاية هذه المواهب.

وقال وكيل وزارة الثقافة إلى ان هذا المعرض يشير إلى ان الشعب الفلسطيني يمتلك ومواهب قدرات خلاقة، وأن هناك العشرات بل المئات من الشباب الفلسطيني الذي يحتاج للرعاية.

وتابع:" هذا المعرض رسالة للعالم أن اسرائيل عندما تقتل وتدمر، فإنها تقتل الفن والابداع ولا تقتل إنسان عادي"، مؤكداُ ان الشعب الفلسطيني بكل أطيافه يمتلك مواهب قد تصل في يوم من الايام إلى مصاف الفن العالمي والانساني.

بدورها أكدت مريم زقوت مديرة جمعية الثقافة والفكر الحر أن الهدف الاساسي من إقامة مثل هذه المعارض هو الاهتمام بالثقافة والهوية الفلسطينية، وبناء طفل وانسان يعي قضيته من خلال الفن بكافة اشكاله.

وقالت زقوت في حديث لـ"الرسالة نت":" الفن رسالة إنسانية، ونحن كفلسطينيين أحوج ما يكون لإيصال رسالتنا للعالم أجمع، بأننا شعب يستحق الحياة.. أطفالنا يستحقون الحياة أيضاً".

ولفتت إلى ان كل قسم وزاوية في مؤسستها هي زاوية للإبداع والابتكار، مؤكدة أن كل لوحة وكل قطعة في المعرض بها رسالة تعبر عن شيء في مكنون الطفل.

وأضافت:" نعمل من خلال هذه المعارض على إيصال صوت الطفل للعالم، بأن أطفال فلسطين مبدعين، وليس كما تدعى إسرائيل أن الشعب الفلسطيني إرهابي، بل بالعكس يصنع الحضارة والثقافة من فلسطين.

هذا المعرض هو بحت للأطفال فقط، وأنه متنوع ما بين الرسم على الزجاج والسيراميك واللوحات، والنقش على الخشب.

البث المباشر