الرسالة نت - رائد أبو جراد
بينما كان السائق الخمسيني محمد حرز الله يقود جرافته تحت أشعة الشمس الحارقة عصر أمس الأحد لإزالة الطبقة الإسفلتية المحطمة، تولدت مفاجأة لم يتوقعها أحد من العمال والمهندسين.
بعد فترة من العمل الشاق شارك فيه طاقم بلدية غزة ضمن مشروع إعادة ترميم الشارع المعروف باسم "شعبان" في حي الدرج شرق غزة ظهر اكتشاف أثري نادر عبارة عن بيت مكون من عدة غرف كستها أقواس وحجارة، بالإضافة إلى رفات لعظام آدمية.
وقدر باحثون من وزارة السياحة والآثار أن البيت الأثري الذي عثر عليه أسفل شجرة السدرة الشهيرة وسط المدينة يعود لما قبل 800 عام.
وقال بشير أبو سيدو أحد العمال لـ"الرسالة نت" أنهم أثناء وضع مواسير الصرف الصحي عثروا على عدة أقواس ظنوا أنها تعود لقبور، موضحاً عثورهم بعدها على بيت من غرفتين ببناء معماري قديم.
وشهد المكان فور الاكتشاف إقبالاً كبيراً من سكان المنطقة، وعثر بعضهم على بقايا عظام تواجدت في غرف البيت وانتشلوا بعضها من بين حفر البناء الطيني القديم.
كما تم الإيعاز لعناصر الشرطة الفلسطينية بحراسة المكان ومتابعته بعد ساعات قليلة من الاكتشاف حرصاً على الموروث الجديد وحمايته من العبث أو التخريب.
وكانت بلدية غزة قد بدأت مطلع شهر نيسان/ إبريل الماضي مشروع إعادة ترميم وتعبيد شارع السدرة الواصل بين شمال القطاع وجنوبه الذي يعد حلقة وصل رئيسية بين معابر غزة الواقعة شرق المدينة إلى وسطها.
بدوره، قدر د. محمد خلة مدير عام وزارة الآثار والسياحة أن الأثر المكتشف قد يتمثل في مقابر قديمة أو ما كان يطلق عليه "فستقية"، أو عبارة عن عدة غرف طمرت في المكان وجد بداخلها أماكن للسراج ونوافذ تدل على مكان سكني قديم.
وقال خلة لـ"الرسالة نت" :"شكلنا طاقم مهندسين وأثريين من الوزارة وذهبوا لمعاينة المكان وتم تصوير الموقع ومعاينته وحتى اللحظة لم يتم التوصل لنتيجة نهائية لطبيعة المكان المكتشف"، مبيناً أنهم لمسوا تعاونا كبيرا من بلدية غزة لإتمام معاينة المكان.
وأشار إلى أن وزارته ستعرض تقريرا نهائيا لتوضيح طبيعة المكان، مقدراً أن يعود البيت إما للعصر المملوكي أو العثماني.