عبّر مسؤولون أميركيون وعراقيون عن اعتقادهم بأن زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي قد ترك معركة الموصل لقادة العمليات، وأنه يختبئ الآن في الصحراء.
وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأربعاء أن البغدادي فرّ من الموصل وفوض على الأرجح القيادة التكتيكية للمعركة إلى قادة محليين، بحسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المسؤول أن البغدادي، الذي أعلن "الخلافة" في ظهوره العلني الوحيد في تموز/يوليو 2014، فرّ قبل فترة وجيزة من محاصرة القوات العراقية مدينة الموصل خلال العملية العسكرية لاستعادة السيطرة عليها.
وقال المسؤول لصحفيين إن البغدادي "كان في الموصل قبل الهجوم، نعلم أنه كان هناك"، وأضاف "لقد غادر قبل أن نعزل الموصل وتلعفر". ولفت إلى أنه تجري مطاردة البغدادي من قبل جماعات ليست من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ومن بينها قوات العمليات الأميركية الخاصة.
وأشار إلى أنه لا يوجد اعتقاد بأن البغدادي يمارس أي نوع من النفوذ التكتيكي حيال كيفية إدارة القتال في الموصل، ورجح أن يكون البغدادي أعطى توجيهات إستراتيجية عامة وترك الأمر لقادة ميدانيين.
وذكر المسؤول الأميركي أن تنظيم الدولة خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ويسعى جاهدا للاحتفاظ بما تبقى له من أراضي "الخلافة" التي أعلنها.
معركة الرقة
وقال المسؤول الأميركي إن الرقة قد لا تكون المعركة الأخيرة ضد تنظيم الدولة، إذ لا يزال للتنظيم وجود في باقي أنحاء وادي نهر الفرات.
وأكد المسؤول الأميركي أنه لا يزال في العراق وسوريا نحو 15 ألفا من مقاتلي تنظيم الدولة، من بينهم نحو 2500 في الموصل وبلدة تلعفر المجاورة، ونحو أربعة آلاف في الرقة.
وتحدث المصدر عن استخدام تنظيم الدولة بعض الغازات الكيميائية "البسيطة" في الموصل؛ مثل الخردل والكلور، إلا أنه أوضح عدم ورود تقارير عن قتلى جراء هذه الغازات، وفق ما أفادت به وكالة الأناضول.
من جهتها، قالت مصادر مخابرات أميركية وعراقية إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم وفقدان السيطرة على مناطق بمدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضافت المصادر أنها تعتقد من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره أن البغدادي يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة له لا بين المقاتلين في ثكناتهم في المناطق الحضرية التي يدور فيها القتال.
واستعادت القوات العراقية مدعومة بتغطية جوية من التحالف الدولي السيطرة على الجانب الشرقي من مدينة الموصل في يناير/كانون الثاني الماضي، وبدأ القادة الشهر الماضي تنفيذ عملية لعبور نهر دجلة والسيطرة على الشطر الغربي.