على بعد 400 متر فقط من المقاطعة في رام الله نزف دم الشهيد باسل الأعرج، بعد أن اشتبك مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في المنطقة التي تعتبر خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية دون أن تحرك الأخيرة ساكنا.
وتصر السلطة على لعب دور الوكيل الأمني للاحتلال، عبر استمرار تنسيقها الأمني معه لتصفية المقاومين وذبحهم وإن كان على مرأى عيون أجهزتها الأمنية، دون أن يتدخل أي منهم لصد جرائم الاحتلال.
ساعات من الاشتباك خاضها الشهيد الأعرج ببندقيته المتواضعة، لامست صدى طلقته أسماع قيادات السلطة المختبئين في مقاطعة الظلام، دون أن تلامس نخوة المعتصم!
ولم تكتفِ تلك السلطة التي تدعي أنها فلسطينية بغض الطرف عن ذبح الاحتلال للمقاومين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بل يخرج قادتها بين الفينة والأخرى؛ ليتباهوا بإحباط عشرات العمليات الفدائية ضد الاحتلال من خلال تنسيقهم الأمني.
السلطة متآمرة
وهنا أكدّ النائب نايف الرجوب، أن الشهيد الأعرج وغيره من المقاومين هم ضحية التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة، خاصة وأن الأخيرة مارست كل أنواع الضغوط والاضطهاد بحقه.
يذكر أن الشهيد الأعرج رحل بعد مطاردة السلطة له، حيث كانت تحاكمه على خلفية حيازته السلاح مع مجموعة من رفاقه كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
وقال الرجوب في حديثه لـ "الرسالة" إن السلطة باتت تتآمر على كل شرفاء الشعب الفلسطيني، مطالبًا بضرورة العمل على تعرية مواقفها وتآمرها وانحيازها للمشروع المعادي للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن التنسيق الأمني تسبب باعتقال وقتل العشرات من الشباب المقاومين الذين يدفعون ثمن هذه الجريمة.
وكان الأب مانويل مسلم الراعي الروحي للعالم المسيحي في الأراضي المحتلة، قد دعا الشعب الفلسطيني لبدء عصيان مدني ضد السلطة بسبب تنسيقها الأمني مع الاحتلال.
على وشك الانفجار
ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة أن صمت السلطة وعدم تدخلها في حالات الاشتباك بين المقاومين والاحتلال داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها؛ يأتي ضمن التنسيق الأمني واتفاقية اوسلو والتي وقعت عليها وتتضمن أحد بنودها السماح للاحتلال بدخول مناطقها متى شاء دون أي تدخل منها.
ويشدد أبو شمالة في حديثه لـ "الرسالة" على ضرورة وقف هذا التنسيق والتحلل من اتفاق أوسلو كونها تنتهك السيادة والحدود والأمن الفلسطيني وتسمح للاحتلال بارتكاب جرائمه، على مرأى أعين أجهزة السلطة.
ويؤكد أن الاحتلال يعبث بجميع المناطق الفلسطينية في الضفة المحتلة، ليصل الأمر لاقتحام منزل رئيس السلطة محمود عباس قبل عام دون اتخاذ أي مواقف جريئة تمنع تلك الانتهاكات.
وأشار أبو شمالة إلى أن الوضع في الضفة على وشك الانفجار في وجه الاحتلال ومن يتعاون وينسق معه، داعيا في الوقت ذاته إلى التمرد على قرارات السلطة والعصيان المدني وعدم الاستجابة لاستدعاءات أجهزتها الأمنية وكسر هيبتها واحتقارها.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن استمرار التخاذل وترك المقاومين لوحدهم في الميدان لن يجلب للسلطة سوى الويلات والهلاك، في ظل تنسيقها مع الاحتلال وعدم انحيازها لخيار الشعب الفلسطيني ومقاومته.