شنّ الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان انتقادًا لاذعًا على الأجهزة الأمنية التابعة لأمن السلطة، التي قمعت النساء والرجال في مسيرات التأييد للشهيد باسل الاعرج في مدينة رام الله والتي خرجت تنديدا بمحاكمة الشهيد ورفاقه في محاكم امن السلطة.
وروى عدنان في حديث خاص بـ"الرسالة نت" تفاصيل الاعتداء، إذ قال انه تم الاعتداء عليه شخصيا وداست أجهزة امن السلطة على راسه ونزعت حجاب النساء وسحبتهن من شعورهن، ليرهبوا القيادات السياسية في الضفة ويخوفونها ويرعبون النشطاء"، على حد قوله.
وأضاف " تعلمنا أنه لا يداس الا على راس الجاسوس غير ان امن السلطة داس على رأس خضر عدنان بتوجيه خطير ليقول أن من سيرفع صوته في الضفة سندوس على رأسه".
وشدد على أن عملية القمع كانت مبيتة من امن السلطة، وأن الاعتداء عليه كان متعمدًا " فبمجرد مشاهدتهم لي اعتدوا علي ضربا ومزقوا ملابسي وداسوا على رأسي"، مؤكدّا انه لا يمكن لامن السلطة ان يعتدي على عوائل الشهداء الا اذا كان مسنودًا بقرار سياسي.
وتابع عدنان لـ"الرسالة" أن عملية القمع تمت بتوجيه سياسي لقادة الأجهزة الأمنية، وقيادة السلطة التي تتحمل المسؤولية عن ذلك، مشيرا الى وجود تصعيد غير مسبوق من امن السلطة ضد القيادات السياسية وقوى المجتمع الفلسطيني في الضفة المحتلة.
ورد على تصريحات عدنان الضميري المتحدث باسم امن السلطة الذي وصف المشاركين في المظاهرات بأصحاب "الاجندة المشبوهة"، بالقول " إن من يسهر في ملاهي تل أبيب ليلا ويقمع شعبه نهارا هو المشبوه وصاحب الاجندة الدخلية".
وأكدّ أن السلطة باتت تهاجم الشعب في دينه واخلاقه وتفتح السنتها ضد كل مقاوم، مضيفًا "نحن أبناء هذه الأرض وقطعة منها وممنوعين من السفر، لكن من يصول ويجول العالم عليه أن يسأل نفسه لأي جندة يتبع؟!".
ورأى عدنان أن ارتداء عناصر امن السلطة للقناع اثناء عملية القمع وتحطيمهم لكاميرات الصحفيين دليل على خوفهم وجبنهم، مشيرا الى ان العار سيلاحقهم للأبد على افعالهم.
وأضاف " لم نجد قوة منظمة تحمل مسمى أجهزة أمنية فلسطينية تقف في وجه نضال شعبها كما تفعل هذه الأجهزة".
ونبه إلى أن أمن السلطة الذي اعتدى على الشهيد باسل الاعرج قبل ثلاثة سنوات يكرر الفعلة ذاتها مع والده"، مشيرا الى ان ما فعلته السلطة هو فقدان للبوصلة واعتداء واضح ولم يعد في الخفاء كما كان سابقًا.
وأكدّ أن فصائل المقاومة تحصر عداءها في الاحتلال الذي يحتل ارضها، اما السلطة " فوجهت رصاصها واستخدمت أدوات القمع التي زودها بها الاحتلال والمجتمع الدولي ضد ابنناء شعبها".
وتفنيدًا لمزاعم قيادات فتح التي قالت ان المسيرة قطعت الطرق في رام الله، تساءل "موكب الرئيس يقطع عشرات الطرق يوميا فهل يحق لنا أن نهاجمه؟!".
وتابع " فتح تقطع الطرق خلال تنظيم حفلات للمطربين في صيف رام الله بالساعات الطويلة وتنظم طرق بديلة، ولكن من يشعر ان التظاهرة خطر عليه وعلى كيانه يظهر كم هو ضعيف"، مطالبا فصائل المنظمة ولجنة الحريات بأن يرفعوا صوتهم عاليا وأن يقوموا بواجبهم.
وقال إن صمت هذه الفصائل ولجنة الحريات على ممارسات السلطة، يعني أنها ستكون شاهد زور في مرحلة قادمة من تاريخ شعبنا، أو أنها ستكون جزء صامت لا ينفع ولا يضر في تاريخ هذه القضية.
ونبه أمن السلطة الى تجول المنسق الإسرائيلي يؤاف مردخاي في كافة انحاء الضفة المحتلة ولقاءه بالمزارعين دونما أن يعترض مسؤولو السلطة او امنها على ذلك.
ونوه إلى أن ما فعلته السلطة ضد المسيرة لم تفعل شيئا مثله ضد مئات الجواسيس المتورطين في عمليات قتل ويسيرون في الضفة دونما أن يحدثهم احد من الأجهزة الأمنية بكلمة واحدة.