قائد الطوفان قائد الطوفان

لأول مرة .. مدارس حقلية لرعاية المواشي في غزة

غزة- مها شهوان

في إحدى مزارع تربية المواشي شمال قطاع غزة وتحديدا في بيت لاهيا، التف عشرة من المزارعين حول بعضهم ينصتون لحديث مهندس زراعي جاء ليخبرهم كيفية تربية المواشي وتغذيتها ليظفروا بإنتاج أفضل من السابق، فتلك ليست حلقة نقاش عادية بل كانت مدرسة تضم ما بين 10 لـ 15 مزارعا لتبادل الخبرات فيما بينهم.

للوهلة الأولى، قد يسخر بعض المزارعين عند سماعهم وجود مدرسة لتربية المواشي، فمنهم يرى أنهم ليسوا بحاجة ليتعلمو فنون جديدة في التعامل مع مواشيهم كونهم ورثوا تلك المهنة عن ذويهم ولديهم الخبرة الكافية أكثر من أي خبير حسب اعتقادهم.

وعند التحاق عدد من المزارعين في تلك المدارس التي يشرف عليها اتحاد لجان العمل الزراعي، لمسوا النتيجة في زيادة الانتاج والربح.

وكان الحصار المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر، قد أثر على القطاع الحيواني أيضا كبقية المجالات المختلفة، الأمر الذي دفع القائمين عليه بالبحث لمواكبة التطورات كما في الدول المجاورة، فبأبسط الإمكانيات المتاحة   أنشأوا مدارس لتربية ورعاية المواشي لتبادل الخبرات والاستفادة لزيادة الانتاج.

ويبلغ عدد الأبقار الحلوب في قطاع غزة، 2500 بقرة، تنتج 17 ألف طن سنوياً من الحليب، تغطي 15% فقط من احتياجات القطاع، بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، كما ويشكو مربو الأبقار من الآثار السلبية التي خلفتها سنوات الحصار والحروب المتكررة على غزة على المواشي ومزارعهم.

مدارس حقلية

تجولت "الرسالة" داخل مزرعة "سعيد الفليت" بمنطقة الوسطى، الذي استقبلها ليتحدث عن تجربته الجديدة في تربية المواشي بعد التحاقه بالمدرسة، يقول:" استفدت كثيرا من المدرسة الحقلية، لاسيما بعد تبادل الخبرات مع المزارعين والاستفادة من المهندسين الزراعيين المختصين في هذا المجال".

وتابع: "في السابق كنا نطعم المواشي أي نوع من الأعلاف تأتينا من الداخل المحتل، لكن بعد اكتساب الخبرات أصبحنا نصنع الأعلاف بأيدينا الأمر الذي أدى إلى إنتاج وفير من الحليب الدسم وبرائحة جيدة".

وخلال جولته داخل مزرعته ومراقبته للمواشي التي يعتبرها مصدر دخل لعائلته، يروي أنه في حال تعثر في معالجة أمر ما يسارع بالتواصل مع المهندس الزراعي المختص، فهو لا يرى حرجا حينما يستعين به رغم خبرته السابق في تربية المواشي.

وفي مدرسة أخرى شمال بيت لاهيا، يتلقى - أحمد الأدهم- العديد من الدورس التي كان يجهلها في إطعام الأبقار، لكن اليوم وبعد استماعه لتلك الدروس الحقلية استفاد كثير خاصة فيما يتعلق بكيفية تقديم الطعام الأفضل وفق أسس التربية والرعاية الصحية السليمة للأبقار وذلك للحفاظ على انتاجيتها.

وتحدث الأدهم عن تجربته، أنه قبل الدروس كان يطعم الأبقار (كُسبة) دقيق فول الصويا ونخالة -نوع من أنواع خلطة العلف- وكان إنتاج البقرة الواحدة من الحليب حوالي 18 لترا يوميا، لكن حينما تلقيت الدروس وتعلمت طريقة جديدة في الإطعام زاد الإنتاج لحوالي 25 لترا.

واستعرض الأدهم ما تعلمه وطبقه خلال حديثه، بأنه وزملاءه المزارعين باتوا يطعمون مواشيهم مادة تحتوي على مواد عضوية ومعدنية ونباتات غذائية يمكن أن يستفيد منها جسم الحيوان أكثر من السابق، لافتا إلى أن وجود المدرسة أمر إيجابي حيث أمدتهم بالمعلومات ذات القيمة العالية، وعادت بالفائدة لهم وللمواشي.

الحد من الأمراض

وتحدثت "الرسالة" مع خلدون الشنطي، أحد المهندسين الزراعيين الذين يقدمون النصائح والتوجيهات لمربي المواشي، يقول: "هناك خمسة مدارس حقلية ما بين المناطق الزراعية الشمالية والوسطى، والهدف منها تدعيم وتنمية قدرات المزارعين بصورة مبسطة".

وأوضح الشنطي، أنه داخل المدرسة الحقلية يجتمع ما بين 10 إلى 15 مزارعا يناقشون مع المهندس الزراعي مشاكلهم التي تواجههم، ثم يقدم لهم أساليب جديدة لاستخدامها داخل مزارعهم، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من المدرسة الحقلية هي التركيز على تطوير سلسلة القيمة على قطاع الاجبان.

ووفق قول المهندس الزراعي، فإن التجربة التي يخوضها المزارع ينقلها لزملائه بعد الوصول إلى نتائج ملموسة، مشيرا إلى أن تلك المدراس الحقلية عادت على المزارعين بزيادة الانتاج وتعلم أساليب حديثة في الإدارة الجيدة لمزارعهم، كما وعملت على الحد من المشاكل والأمراض فحافظت على سلامتهم.

البث المباشر